تدور اشتباكات عنيفة داخل كلية الشؤون الإدارية العسكرية في محافظة حلب في شمال سوريا، بعد أن اقتحمتها مجموعات مقاتلة معارضة قبل ظهر الخميس، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت الاشتباكات بدأت منذ الصباح وقتل فيها مقاتل معارض. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب، وهي لا تضم عدداً كبيراً من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها. وأشار المرصد إلى استمرار مقاتلين من كتائب أخرى مقاتلة ضد النظام في محاصرة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب التي تضم حوالي ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية، وسط استمرار المعارك بين الطرفين. وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد عن تعرض مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات النظامية، يترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان. وذكرت الهيئة العامة للثورة أن الطيران الحربي السوري شنَّ غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب بأضرار بالغة في المباني. ويسيطر المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية منذ التاسع من تشرين الأول - أكتوبر، ويحاولون منذ ذلك الوقت اقتحام معسكر وادي الضيف، الأكبر في المنطقة.. فيما تحاول القوات النظامية استعادة معرة النعمان التي تسببت خسارتها بإعاقة إمدادات القوات النظامية إلى مدينة حلب التي تدور فيها منذ تموز - يوليو معارك يومية بين القوات النظامية والمجموعات المعارضة. وفي العاصمة ومحيطها حيث قُتل حوالي 100 شخص، تتواصل العمليات العسكرية، وقد تعرضت الأحياء الجنوبية للعاصمة لقصف صباحاً من القوات النظامية. وقُتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة المعضمية في ضاحية دمشق، فيما سجل قصف على مناطق أخرى في الريف، وتأتي هذه الأحداث غداة يوم دامٍ في سوريا قُتل فيه 179 شخصاً هم 100 مدني و48 مقاتلاً معارضاً و31 عنصراً من قوات النظام. من جهة ثانية أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الجمعة أن روسيا لم ولن تغير موقفها حول سوريا، في تعقيب على تصريحات أدلى بها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الخميس، وقال فيها إنه لا يُمكن استبعاد هزيمة نظام بشار الأسد أمام المعارضة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش خلال لقائه الصحافي الأسبوعي «إننا لم ولن نبدل موقفنا».. وكان لوكاشيفيتش يرد على الموقف الأميركي من تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي المكلف الملف السوري ميخائيل بوغدانوف. وكان بوغدانوف صرح الخميس أن النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد «أكثر فأكثر»، مؤكداً أنه لا يُمكن استبعاد انتصار المعارضة في النزاع المسلح الدائر في هذا البلد. وعلّقت الدبلوماسية الأميركية على هذا الاعتراف.. وقالت المتحدثة باسمها فيكتوريا نولاند في تعليق ساخر نريد أن نشيد بالحكومة الروسية، لأنها تنبهت أخيراً للحقيقة، واعترفت بأن أيام النظام السوري باتت معدودة. وقال لوكاشيفيتش: رأيت كيف قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية بحماس أن موسكو استيقظت أخيراً وتغيّر موقفها. وأضاف: لم نكن نائمين ولم نغير يوماً موقفنا.. وأشار إلى أن بوغدانوف كرر موقفنا المبدئي المؤيد لتطبيق اتفاق جنيف في أسرع وقت ممكن.