وصلني كتاب «السعودية عام 2075 رؤية مستقبلية وخارطة طريق» إهداء من الأخ الفاضل مؤلف هذا الكتاب، عبد العزيز بن إبراهيم الحقباني، وقد قرأته باهتمام بالغ لأستجلي ما أراد منه الكاتب لهذا البلد الحبيب، وما قصده من تأليف هذا السفر الكبير الذي يقع في مجلدين كبيراً، أقَصَدَ البشارة أم النذارة، وبما أنني لا أعتقد كثيراً بالمتنبئات من البحوث مهما كانت صفتها العلمية، لأنّ قول الله تعالى ({عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا، إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ...} سورة الجن. القيمة العادلة للنفط يسوق الكاتب لتحديد هذه القيمة كثيراً من الأدلة والبراهين مع قدرة تحليلية وفلسفة بارعة للأمور ليصل إلى النتيجة التالية: وفي رأيي المتواضع فإنّ الثمن العادل هو تأمين البديل الذي يضمن العيش الكريم، دون هدر ولا تبذير، وعلى الجميع دفع السعر العادل لما يستهلكونه من هذا المورد، في الحاضر وفي المستقبل. فالقيمة العادلة - وأعني بها تأمين البديل - حق وواجب، فهي حق للمجتمع يجب ألا نفرط فيه تحت أي مسمّى، وواجب على كل مستهلك ومستفيد أن يدفع قيمة تلك السلعة بالسعر العالمي العادل، وإلا سنكون مفرطين، وسندفع الثمن غالياً فيما بعد، وعندها قد لا نجد الثمن لندفعه. إن ثمن النفط يجب أن يقبض ببديل النفط، أو يستثمر في إنشائه، بغض النظر عن الشكل والمصدر، وإنما يكون في بناء ما يمكن أن يعوض عن النفط بعد نضوبه، وهذا هو الثمن العادل لهذه السلعة الناضبة كي تستمر المملكة في إنتاجها لتلبية الأسواق العالمية، وفي الوقت نفسه يجب على المملكة أن تعمل وفق خطة بديلة تستثمر وقودها الحاضر لمستقبلها القادم. حقاً لو نجرب هذا المقترح ولو على جزء صغير من بلادن. عندما تكلم عن المملكة عام 2075 وضع خارطة طريق مفصلة لبدائل النفط، وتكلم عن الزراعة غير التقليدية التي ينبغي أن تكون وأن المملكة بصحرائها وجفافها ومناخها غير قابلة للزراعة التقليدية، ويضرب مثالاً بما حدث للمياه من شح عندما زرعت القمح، لذلك هداه تفكيره إلى الزراعة غير التقليدية، وتتمثل في: استغلال الطاقة الشمسية بشكل أساس والعمل أولاً على تطويرها وحسن الاستفادة منها وحسن تخزينها.