أهلاً عامنا الهجري الجديد، حللت أهلاً ووطنت سهلاً، ننتقل معك إلى فضاء زمني جديد، وإلى لحظة تاريخية جديدة، ولكننا لا نريد أن تكون انتقالية صورية، يحددها الزمن ويؤطرها التاريخ، ولا نريدها مجرد روزنامة تبرمج أيامك ومواسمك وشهورك الصيفية والربيعية والخريفية والشتوية، وتحدد مواسم المطر ومواسم الحصاد كما إننا لا نريد مجرد إضافة إلى أعمارنا في عدد سنينها فحسب. أيها العام الهجري الجديد، نعلن هذه التمنيات بوصفنا نحمل بين جوانحنا لك ذكرى طيبة، تتجدد سنواتك وتواريخك، فولادتك شهدت انفراجاً لرسول الأمة، حين هاجر ناجياً (عليه الصلاة والسلام) بالدين العظيم، نائياً برسالة الخير عن أهل الشرك والضلال، تلك الرسالة السماوية العظيمة، رسالة الإسلام التي أمنها ربنا بين يديه ليصل بها للناس كافة، فيكفيك فخراً واعتزازاً أن دون هذا الحديث العظيم وأرخ باسمك. ألا يحملك هذا المجد مسؤولية تحمل لنا من الأخبار ما يسر، أن تكون انتقالة خير على جميع المستويات والأصعدة، فالعالم بأسره فلسطين قضية لا تزال على قارعة الطريق، تتقاذفها أيادي المماطلات، وأقدام الترهات، ولا تزال غزة تدك والجدار يكبر ويكبر ولا يزال العيش على تلك البقعة من الأرض مضطرباً قلقاً ملوناً بالجراح والعذابات، فهل جئت ببشائر طيبة وأخبار سعيدة تضع حداً لهذا الحزن الطويل والقضية المتكلسة. ألا يحملك مجدك العظيم مسئولية تجاه وطن اسمه سورية، تنمر جيشه على أهله، فطال ليل الذلة والمهانة والخيبة، وبات الوطن مقبرة لمواطنيه، لمجرد وجود حاكم سمي الأسد، فصدق الأكذوبة، وتوهم أنه يعيش في غابة هو ملكها، فحكم بقانون الغاب، وهو الذي تأسس على أن يكون الضعيف لقمة سائغة لمن كان أقوى، حتى أن عامنا السابق عليك، مر دون أن يتغير شيء في هذا الوضع المأساوي ليبقى الأسد مفترساً دون هوادة، وأملنا ألا تكون كسابقك فتأتي وترحل دون أن تحل المسألة، وتوقف الكارثة آمالنا فيك بحجم ما لدينا من ملفات علقت على جدار الزمن، وطالبت حد الاهتراء، فدعنا نعرضها بين يدي أيامك القادمة لعل وعسى، سنخبرك عن بقعة تدعى الشرق الأوسط، بقعة في هذا الكون لا تهدأ ولا تنام، بل تسلمها كارثة إلى أخرى، ومصيبة إلى مصائب، حتى ملت نشرات الأخبار الحديث عن وضعها الشديد الاضطراب على الدوام، فهل يحمل تقويمك شيئاً عن رائحة الحلم؟، الذي لن يزيد على أن تعيش بلدان هذه البقعة من الأرض في أمن ورخاء، وأن تتوقف التفجيرات الجائرة في العراق وأفغانستان ولبنان و... و...، وأن تتخفف شعوبها من حالة القلق الدائم، الذي عطل التنمية، وأوقف عجلة الحياة الكريمة الآمنة في كثير من هذه الدول، لو كانت المساحة تسمح لبحت لك بأبسط أحلام الفقراء، وبكل آمال المكلومين، وبكل تمنيات الضعفاء، ولشرحت لك ما تحمله كلمة (هرمنا) من معنى وفلسفة، فالشارع العربي يضج ويضج بالكثير والكثير، وينتظر الكثير والكثير، فقابل احتفال الدنيا واحتفاءها بجمال قدومك بشيء من البشرى، فقد بدأنا جميعاً بتهنئة بعضنا بعضا بأعذب العبارات فرحاً بدخول دقيقتك الأولى، فكن عام خير على العالم بأسره، كي نستقبل 1435ه بروح مشرقة ونفس مطمئنة. alshagar1979 تويتر [email protected]