أياً كان رأيك في «ساهر» فإن هذا لا يبرر لك الاعتداء على مركبات ساهر أو على النظام حينما لا يعجبك. ويكون الخطأ أكبر وأفظع حين يقوم أحدهم بالاعتداء على الأشخاص الذي يديرون النظام ممن لا ناقة لهم ولا جمل وكل ذنبهم هو أنهم يقومون بالمسؤوليات الموكلة إليهم. بعض الاعتداءات التي وقعت على ساهر كانت شنيعة بما يتجاوز أي وصف أو تبرير. وعندما يُقال إن من يقومون بالاعتداء هم مراهقون أو شباب غاضبون من فداحة الغرامة التي يوقعها بهم نظام ساهر فهذا تبرير خطير يشجع على ارتكاب الجريمة التي قد تكون اليوم تكسير أجهزة «ساهر» لكنها ستكون غداً تكسير جميع الأنظمة التي قد لا تعجب شخصا من الأشخاص، وعند ذلك يتحول المجتمع إلى غابة يتجرأ فيها كل شخص على «انتزاع» ما يعتقد أنه حقه وذلك بالقوة الغاشمة، ثم يتطور الأمر - لا سمح الله - إلى ما هو أسوأ من ذلك حينما يتصور البعض أن بوسعه أن يُخْضِع بقية أفراد المجتع لرغباته وتصوراته وقوانينه الخاصة، وهذه هي «البلطجة» التي نسمع عنها في بعض المجتمعات وندعو الله أن لا تنتقل إلى مجتمعنا. من المؤكد أن نظام أو آلية ساهر تحتاج إلى تطوير كبير وذلك بعد الخبرة التي تم اكتسابها خلال المدة الماضية. وفيما أعلم، فإن الجهة المسؤولة عن ساهر تتفهم النقد الموجه للنظام وتعمل على التخلص من السلبيات. أما الذين لا يعجبهم ساهر ويريدون تغييره بالقوة فإن ما يفعلونه لا يمكن اعتباره «نقدا» للنظام وإنما «اعتداء» عليه. إن أي مجتمع لا يمكن لأفراده أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي إلا بوجود الأنظمة والقوانين التي تحكم سلوك الناس وتصرفاتهم. وإذا كنت لا تفهم الأنظمة والقوانين فهذا حقك أو مشكلتك، لكن في اللحظة التي تقرر أن تطبق قوانينك وأنظمتك الخاصة وفق فهمك الخاص حتى لو أتت خارج سياق النظام العام فأنت مُعْتَدٍ ومتجاوز وتستحق العقوبة وذلك من أجل حماية المجتمع. إن وجودَ نظامٍ لا يصل إلى المثالية أفضل من غياب النظام بالكامل. وفي ظل ما نسمعه من اعتداءات على «ساهر» فإن المأمول من الأجهزة المعنية في الدولة إيقاع العقاب الرادع على المعتدين مع العمل على تطوير النظام سريعاً ليس لإرضاء المعتدين ولكن من أجل الصالح العام. [email protected] ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض