قيل لنا إن مجلس الشورى قدم (دعوة) لسمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، وقيل لنا إن (الدعوة) ستكون على الهواء يستمع إليها المجتمع التعليمي والمواطنون من أجل المكاشفة والشفافية والوضوح لكن كل هذا لم يحدث لأن لا شيء يأتي على الهواء من قبة الشورى, ولأن الإنسان معلقا بالأمل يبحث في اليوتيوب لعل أحد المغامرين سجل مقطعا أو اقتنص مشهدا للمواجهة, فنحن اليوم نراهن على إعلام المواطن وعلى الجسورين والمغامرين ولكن هذا لم يحدث ففي البحث تحت عنوان دعوة وزير التربية والتعليم، أو استجواب وزير التربية لم أجد المبتغى سوى مقاطع من استجواب النائب الكويتي مسلم البراك لوزيرة التربية نورية الصبيح وكان حوارا ساخنا الكل أعد له النواب, والوزيرة نورية وفريق عملها، فالمحاور والأسئلة أعدت بعناية.. أما دعوة وزير التربية والتعليم وليس استجوابه فكانت مسلسل لا نهاية له من ادعاءات مجلس الشورى, منذ إعلانات الصحف المبكرة, وحتى الطلب من المواطنين قبل أيام بتوجيه أسئلة لوزير التربية, وقد وصلت 700 سؤال وأخيرا فإن مصير هذه الأسئلة الرد على بعضها في موقع الوزارة الإلكتروني وليس الإجابة المباشرة تحت قبة الشورى.. لا أحمل اللوم على وزارة التربية والتعليم ولا حتى مجلس الشورى الذي لا يملك حق الاستجواب ويتمسك دائما بأنه استشاري, لكني أطالب إذا كنت أملك هذا الحق بإيقاف ما يسمونه في قبة الشورى بالاستجواب أو الدعوة أو المساءلة احتراما لهذا المجتمع الطيب والمتسامح، وأن لا يمنح المجلس فرصة للوزراء والمسؤولين -كما يدعي بالمساءلة- لا يمنحهم المساحة والفرصة للتبريرات وتحسين صورة أدائهم الوظيفي وتغطية الأخطاء والفشل بإعلان عن مشاريع مستقبلية, وخطط إستراتيجية طويلة, وتوجهات ورقية مزينة بالرسوم والدوائر والمجسمات المتحركة.. المواطن تجاوز سن الرشد على الأقل في الجانب الإعلامي وأصبح يفرق مابين الاستجواب والمساءلة الملزمة وبين تزيين وتجميل الصورة من خلال الوقوف تحت دائرة قبة الشورى مسنودا بالتغطية الإعلامية وضجيج شركات العلاقات العامة.. على مجلس الشورى أن لا يمنح الفرصة والمساحة من أجل قلب الحقائق أو تقديم صورة مخالفة عن الواقع.. للمواطن الآن وسائله وأدواته الإعلامية ويتمتع بوعي وذكاء قادر على فرز النتائج وتصنيفها في مربعات السلبية والإيجابية.. فلا نريد من مجلس الشورى استجواباً على طريقة مغالطة الواقع وذر الرماد فالزمن يتحرك بسرعة والمكاشفة مطلوبة لأن بلادنا تحتاج منا التماسك, وولاة الأمر يبحثون عن الحقائق وقادرين على المعالجة ويملكون أداة التغيير والمحاسبة لحمايتنا وحماية بلادنا.