يقول العلماء: إن (اليهود) هم أحرص الناس على الحياة، والقاعدة أنه كلما كبر الحرص على الحياة ازداد الخوف والجبن والذعر!!، والله سبحانه هو الذي وصفهم بذلك حين ذكر حرصهم على الحياة في قوله: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} (البقرة 96) فسماها (حياة) بوصف منكر ولم يعرّفها بالحياة!! قالوا: لأنهم يريدون حياة أي حياة، ولو كانت مهينة مُذّلة. فقال تعالى نتيجة لذلك: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ} (الحشر 14) وذلك لشدة الخوف والحرص على الحياة وهذا أمر محسوس ملموس مشاهد على أرض الواقع كيف يفرون من بيوتهم إذا دوت صفارات الإنذار هذه الأيام كأنهم حمرمستنفرة فرت من قسورة!! أي من أسود،، بينما المسلمون عكسهم تماماً فهم يعتقدون ان الموت والتهلكة هو بترك القتال، لا بالقتال نفسه!! قال سبحانه: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} البقرة190، {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة 195)، فالتهلكة هنا هي بترك الجهاد، بل تجدهم يتقطعون أسفاً ويبكون حزناً إذا لم تتح لهم فرصة القتال في سبيل الله، كما قال: {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} (التوبة92)!! اما من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا يرجو إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة فهو على النقيض فلا تفيض عيناه من الدمع إلا إذا صدرت له الأوامر بالتوجه لجبهات القتال!! والله المستعان، لذا كان سيد العرب والعجم أبو بكر رضي الله عنه يقول: (اطلبوا الموت توهب لكم الحياة). ولا شك أن القتال الشرعي لابد أن يكون تحت راية ولي أمر المسلمين، لا تحت راية عصبية أو جاهلية أو اجتهادات شخصية. وبالمناسبة فاليهود يسمون يهودا أوصهاينة، ولا يسمون إسرائيل لأن إسرائيل هو نبي الله (يعقوب) عليه السلام،، فإذا قلنا بني إسرائيل فنحن نقول: يا بني العبد الصالح! فإسرا: أي عبد، وإيل: أي الله، وهي بهذه الصيغة تكريم وتشريف لهم، فأهيب بإخواني السياسيين والإعلاميين والخطباء ألا يسمونهم (إسرائيل)، بل يسمونهم يهودا أوصهاينة، لأن الأسماء هي قوالب المعاني، ولكل مسمى من اسمه نصيب!! ولاسيما وهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا.