الأطفال معرضون لأمراض كثيرة منها ما هو معروف السبب والبعض غير معروف.. كما ان أمراض الأعصاب قد تسبب مشاكل لا يمكن علاجها وإنما بالعلاج الطبيعي يمكن التخفيف من مضاعفات وآثار بعض الأمراض.. فحديثنا اليوم سيكون عن شلل «بل» الذي سمي بذلك نسبة لمكتشفه. معظم أنواع الشلل يكون اسبابها عضوية تصيب أعصاب المخ أو الأعصاب الأخرى في النخاع الشوكي أما هذا النوع من الشلل الذي يسمى بشلل «بل» هو عبارة عن شلل حاد يحدث فجأة وحيد الجانب في العصب الوجهي ولا علاقة له بالدماغ أو جذع الدماغ وهو اضطراب شائع يصيب الأطفال في كل الأعمار من سن الرضاعة حتى المراهقة وعادة يبدأ عبارة عن التهاب فيروسي جهازي ثم يتبعه بعد اسبوعين تقريباً اصابة العصب الوجهي ويمثل فيروس ابشتاين بار حوالي 20٪ من الحالات كذلك اكتشف بعض الفيروسات قبل فيروس الحلا البسيط وفيروس النكاف وداء لايم في بعض الحالات ويعتقد ان هذا المرض التهاب عصب وجهي مناعي أو ارجي بمعنى أن اسبابه غير معروفة ولا كيفية حدوث هذا الالتهاب وإنما آثار تلك الفيروسات ينتج اجساماً مضادة تؤثر على العصب الوجهي. وتتمثل الأعراض بعجز المريض عن إغلاق العين في الجهة المصابة وقد يتطور ذلك إلى التهاب القرنية نتيجة لعدم القدرة على إغلاق العين وترطيبها كذلك هناك اعراض أخرى مثل هبوط زاوية الفم وفقدان حسن الذوق في الجزء الثلين الامام من اللسان في الجانب المصاب في نصف الحالات تقريباً ولا يحدث التنميل أو شواش الحس ولحسن الحظ يشفى الأطفال منه تماماً في أكثر من 85٪ من الحالات عفوياً دون ترك أي ضعف وجهي بينما يكون عند حوالي 10٪ ضعف وجهي خفيف ويخف كثيراً بالعلاج الطبيعي اما في حوالي 5٪ من الحالات فقط يكون الضعف الوجهي شديداً ومستمراً. كما يجب أن لا يغفل الطبيب عن بعض الأسباب الأخرى والتفكير بها في الحالات المزمنة مثل أورام العصب الوجهي والأورام الليفية العصبية وارتشاح العصب الوجهي بخلايا الدم السرطانية أو ورم الغرف العضلي المخطط في الاذن الوسطى أو احتشاءات جذع الدماغ أو أورامه. أما الشلل الوجهي عند الولادة يختلف عن شلل بل، فهو عبارة عن اعتلال عصبي ناجم عن الانضغاط بسبب استخدام ملقط الجنين أثناء تعسر الولادة وهو والحمد لله يشفى عفوياً خلال أيام أو أسابيع في معظم الحالات.