يا غائباً في الثرى تبلى محاسنه الله يوليك غفراناً وإحساناً لا شك أن الموت حق وزائر كل حي من مخلوقات الله أنسهم وجانهم صغيرهم وكبيرهم، ويبقى وجه العزة والجلالة رب جميع الخلائق، فالسعيد من يرحل من هذه الدنيا الفانية إلى الدار الآخرة الباقية بزاد من التقى تاركاً أثرا طيباً وذكراً حسناً لمن بعده، وذرية صالحة تدعو له وتجدد ذكره بأعماله النافعة، وإكرام حب أبيهم من أصدقاء وزملاء وجيران، والبذل السخي في أعمال البر والإحسان للأيتام والمساكين عموماً - حسب الاستطاعة - بنية مشاركة الوالدين في الأجر والمثوبة من رب العالمين، بل وجميع ما يفعلونه ويبذلونه من مال وجاه وحسن تعامل..، كما أن التحلي بالكرم والإعراض عن مساوئ الناس مَدْعاة لمحبته، وإذا رحل عن الوجود أسف محبوه وعارفوه على فراقه وبعده عنهم، وهذه الصفات الحميدة تُذكرنا بصفات وسجايا الأخ الفاضل محمد بن يوسف بن محمد اليوسف الذي لاقى وجه ربه ليلة السبت 3-1-1434ه حميدة أيامه ولياليه بعد معاناة من المرض مدة من الزمن، وقد أديت عليه صلاة الميت بعد صلاة عصر يوم السبت 3-1-1434ه بجامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض، ثم غيب جثمانه الطاهر في ثرى مقبرة أم الحمام - رحمه الله - ولقد خيم الحزن عليه في محافظة حريملاء، وعلى أسرته وجميع أصدقائه ومحبيه لما يتمتع به من دماثة خلق وطيب معشر وكرم مستمر غير متكلف، ولقد ولد في مدينة حريملاء وترعرع فيها بين أحضان والديه ومع أترابه وأقرانه، وبعد بلوغ السنة السادسة ألحقه والده بإحدى مدارس الكتّاب وتعلم الكتابة حتى ختم القرآن الكريم، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بحريملاء فواصل دراسته حتى نال الشهادة المتوسطة بالرياض، وكان مثالاً في حسن السلوك والأخلاق والتعامل مع الجميع طيلة حياته رحمه الله، ثم شخص إلى المنطقة الشرقية مع مجموعة من الشباب للعمل هناك في زمن معالي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن عدوان -رحمه الله- ممثلاً للحكومة السعودية لدى شركة أرامكو ومديراً للمالية -آنذاك- فعمل (أبو يوسف) موظفاً بالمالية فترة من الزمن، ثم انتقل إلى الرياض وعمل بالمالية ثم بالخدمة المدنية، بعد ذلك انتقل إلى مصلحة التحلية والمياه حتى أنهى الخدمة النظامية، فخلد إلى الراحة وتفرغ لأعماله الخاصة واستقبال ضيوفه وأصدقائه في مزرعته الواقعة على مقربة من الشارع العام بحريملاء المتجه صوب البلدان المجاورة وبلدان الوشم، وكان يقضي جل وقته بها، ولا سيما في أواخر الأسبوع على مدار العام مع من يؤممن أبناء عمومته وأصحابه، فمجلسه لا يمل يحلو فيه السمر وتبادل الطرائف وأطراف الأحاديث الشيقة لما حباه الله من رحابة صدر ولطف وحسن استقبال، وسيظل ذكره الطيب خالدًا في نفوس محبيه وأصدقائه مدى العمر: وإذا أحب الله يوماً عبده ألقى عليه محبة في الناس تغمده الله بواسع رحمته وألهم ذويه وأبناءه وبناته وشقيقته (أم أيمن) وحرمه (أم يوسف) -شفاها الله- وجميع أسرته ومحبيه الصبر والسلوان. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف