تابعت في «الجزيرة» الكثير مما كُتب عن التسوُّل والمتسولين رجالاً ونساء، ولعل من ذلك ما سطرته الأخت حنان الوابلي في العزيزة، وتحديداً في العدد 14644. وفي نظرة سريعة على هذه الفئة من الناس نجد أنهم قد ازداد عددهم في هذه الأيام، وضايقوا الناس بكثرة سؤالهم وإحراجهم للمارة، ففي كل مكان نجد لهم ملجأ وزاوية يقفون فيها يسألون الناس، بل إن البعض منهم يلاحق الآخرين إلى بيوتهم وسياراتهم طمعاً في الحصول على المال منهم، ولا أبالغ عندما أقول إن مجموعة كبيرة من هؤلاء ضعاف الأنفس قد جمعوا مالاً كثيراً، ويركبون سيارات فارهة، وقد رأيت بعيني ذلك، وتأكدت منه، ونحن - للأسف الشديد - في مجتمع تغلب عليه العاطفة، ومن السهل أن يكسب المتسولون ود الكثير منهم بحيلهم وأساليبهم وطرقهم التي تدربوا عليها عبر عصابات وشبكات خُصصت لهذا الأمر. وحتى لا أظلم بعضهم هناك من المتسولين من هو صاحب حاجة، ولكن هم قلة، ولا نستطيع أن نميزهم من بين هؤلاء. والحل مع هؤلاء جميعاً أن تكثف الرقابة عليهم بالتقصي وإلزامهم أمنياً بعدم التسول والعمل بهذه المهنة السيئة التي تدل على رداءة أنفسهم، ولو شُدد عليهم ولوحقوا في كل مكان عبر مكاتب التسول الموجودة في بعض المدن والمحافظات، إضافة إلى تحويلهم للجمعيات الخيرية المنتشرة في بلادنا لتقديم المساعدات لهم، لوجدنا نتيجة ذلك اختفاء هذه الظاهرة السيئة وأهلها. والملاحظ أن بعض المحافظات تحتاج إلى وجود مثل هذه المكاتب لتتولى مهمة القبض على المتسولين، ومن ذلك محافظة الرس التي تعاني عدم وجود مكتب لمكافحة التسول، خاصة إذا علمنا أن الرس من أكثر المحافظات التي تعاني انتشار المتسولين من الجنسين فيها، الذين ضايقوا الناس بتسولهم؛ حيث لا تكاد تأتي إلى مكان إلا وفيه مجموعة كبيرة منهم، وقد كنا في السابق لا نراهم إلا في المواسم أما في الآونة الأخيرة فقد أصبحوا في كل زمان ومكان طوال العام منذ الصباح الباكر حتى آخر الليل، دون استحياء ولا خجل. كل ما أتمناه عبر هذا المنبر أن يجد ما كتبتُ التجاوب من المسؤولين في الجهة الأمنية التي تتبع لها مكاتب التسول بافتتاح مكتب لمكافحة التسول في محافظة الرس في القريب العاجل، وهذا ما نرجوه ونؤمله، سائلا المولى - جل وعلا - أن يرزقنا التعفف والعفاف والغنى. والله الموفق والهادي للطريق المستقيم. صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس