هناك أغنية عراقية شعبية تقول: (البُتيتا .. البُتيتا .. هذي أم البيت الله يخليها) وهي انعكاس لأهمية حضور (البطاطا) في الغذاء المنزلي العراقي، كما هو الحال بالطبع في المطبخ العربي والعالمي! البطاطس يستحق أن يخصص له (أغنية) بنكهة (المصقعة) فهو مُصنف عالمياً (كرابع) أهم المحاصيل الزراعية بعد القمح والأرز والذرة، والمهددة جميعاً بالانقراض؟! تقارير غذائية حديثة تتناقلها (وكالات الأنباء) تفيد أن تغيّر المناخ قد يلغي (البُتيتا) ضمن (22 صنفاً زراعياً) من قائمة الطعام في بعض الدول النامية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع كلفة زراعة هذه المحاصيل، مما يرجح خروج (محاصيل) جديدة وبديلة في الغذاء العالمي، بينما (دول أخرى) تملك (أمان غذائي) وإسترتيجيات مستقبلية سوف تستمر بكل تأكيد (تدق أصبع) للبُتيتا! نوع من فصائل (الموز) هو المرشح (الأقوى) ليحل محل البطاطس في غذاء الدول النامية ليزرع في أماكن زراعتها، كما أن بعض (خبراء الأممالمتحدة) في الأمن الغذائي وباحثين يقولون إن (لحم الفقراء) أي نبات (اللوبيا الظفرية) سينتشر أكثر لأنه يتحمّل الجفاف عند الزراعة وأحوال المناخ الحار في إفريقيا وسيكون بديلاً حتمياً لغذاء (بعض البشر)! باختصار إذا الله (عطانا عمر) وسنين طويلة من المرجح أن تعتمد (بروتيناتك) وسعراتك الحرارية وكل ما يخص (غذاءك) على (الكبسولات)، حيث من المتوقّع أن نتحوّل تدريجياً إلى نظام (الكبسولات الغذائية) لأنه هو (الأكثر أمناً) في ظل هذه التحولات الغذائية الخطيرة؟! تخيل وأنت جالس تكلم واحد (فجأة) يخرج شريط صغير من محفظته فيه (حبتين) يلتهم واحدة وهو يستأذنك بأنه تناول (الغداء) دون أن يعزمك على الحبة الأخرى! لأنها وجبة العشاء! يصيبك (الصداع) وتشعر (بالمغص) وتنسد نفسك عن (الأكل) وأنت تقرأ بعض التقارير الإعلامية حول مستقبل (الغذاء العالمي) وكيف سيتحول البشر من آكلي (لحوم وأعشاب) إلى ملتهمي (كبسولات) تحوي كل ما يحتاجه الجسم من الطاقة لينمو! إن السؤال الذي يحيرني: هل سيتذكر(أحفاد) أحفادي ممَ تتكون (المثلوثة)؟! وما أهمية اتحادها مع (الكنافة) في عصر (جدهم الأعظم)؟! أم هل سيعرفون أن (أجدادهم جميعاً) كانوا يعشقون (الرز واللحم)؟! وما هو مصير كل مطاعم (البخاري) في البلد؟! أظن من الواجب على أصحاب هذه الصناعة وضع (خطط مستقبلية آمنة) للحفاظ على الكبسة ومشتقاتها من (الاندثار)، بعيداً عن خطط (وزارة الزراعة) لمصلحة الأجيال القادمة! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]