من حق السيد (ستيفن ستابلتون) مؤسس ومدير معرض (اج اوف اريبيا) أو (حافة الصحراء) أو ما يمكن ان نطلق عليه (البئر التشكيلي السعودي) أحد الكنوز العديدة في هذا الوطن التي تفوق كنوز البترول وتفتقر لمكتشفين محليين، أن يفخر بهذا الاكتشاف، ومن حقه أن يطوره ليصل به إلى مساحة أكبر من حدود موقع الاكتشاف، ويضيف له آباراً جديدة من مختلف الدول العربية والإسلامية على مستوى الشرق الأوسط وخارجه، ليصبح أحد العلامات البارزة في الفن العربي الحديث، وصولاً إلى تصديره عالمياً، هذا الاكتشاف الذي تعود قصته إلى دعوة وجهت للسيد (ستيفن) من الفنان د. أحمد ماطر لزيارة أبها والاطلاع على قرية المفتاحة للفنون التشكيلية، انتاب (السيد ستيفن) وقتها شعور بأنه وقع على كنز ثقافي غاب عن الكثير من أبناء الوطن، تم بناء عليه ولادة فكرة مشروع معرض يحمل عنوان (حافة الصحراء)، اعد له فريق من الفنانين السعوديين، وجدوا في اسم السيد (ستيفن) وجنسيته، مجال للوصول إلى العالمية منهم الفنان د.أحمد ماطر والفنان عبد الناصر غارم، (فلا خيار غير هذا الاتفاق لبناء جسر إلى العالمية كما يقول أحدهم). بدأ ستيفن جمع الأعمال المشاركة في المعرض بالسفر في أنحاء السعودية بصحبة مستضيفه وحسب تعبيره «من الشوارع الخلفية لمدينة جدة إلى جبال عسير بحثاً عن أصوات فنية شابة تشارك في المعرض، وبكل اقتدار استطاع أن يتحرك ويتنقل ويجمع في جولته محصولاً جيداً من الأسماء السعودية (مع التحفظ على المستوى الفني لهؤلاء أو الحضور)، كنا وكل المعنيين بالفن التشكيلي يتابعون مسيرة مشروع (السيد ستيفن) محلياً ودولياً (المشروع السعودي المنشأ الغربي الهوية)، صفقنا إعجاباً لمن معه من التشكيليين السعوديين وليس لشخصه، لكنه بهذا الاكتشاف تحول وبكل ثقة كما يطلقها الغربيون، إلى (عرابا) لمن معه من الفنانين السعوديين، كانوا ثلة من الأسماء فاستبعد بعضهم لعدم القناعة بأساليبهم التي لا تتفق مع توجه فكر المشروع، فأصبح من معه قلة، أضيف لهم مجموعات جديدة من العديد من الدول بحثاً عن دعم نجاح الفكرة وتحقيق نتائجها (الاقتصادية)، وكما عرف عن هؤلاء الغربيين من قدرة على توظيف الفرص واقتناصها وباتساع أفقها أن تصبح مشروعا يشار إليه بالبنان، اكتفى السيد ستيفن بتحقيقه أهم الخطوات بجعل انتساب المشروع للفن السعودي مبعث ثقة،و طريق آمن وضامن للدعم، تجاوز به ما شاب مشروعه (حافة الصحراء) من تغيرات وتبدلات نعرف الكثير من أسبابها، كادت أن تضعفه، فابقي الأسماء المشاركة له في التأسيس، حفاظا على الفضل الذي قدموه له وضمان لاستمرار نجاحه. لنطرح السؤال حول تحول مسار فكرة (حافة الصحراء) التي عرفت بأنها تعني الفن السعودي عوداً إلى نقطة الانطلاق وللأسماء التي أصبحت عنوانا للمعرض أو المشروع، وإذابته في إناء اكبر. بالطبع لا يحق لنا الاعتراض أو نقد الفكرة أو إلباسها غير ما هي عليه، فالمشروع تجاري والفرص في بلادنا متاحة للجميع، ولكننا نتألم أن إبداعنا يسير بعقول غير عقولنا، ما يدفعنا للخوف من يصبح فنانونا مستقبلاً في أيد غريبة، مقادين لا قياديين، تصبح نظرتهم للعالمية كالنظرة للجزرة والعصا. [email protected]