قبل فترة، ضجت وسائل الإعلام في الحديث عن قضية التحرش بالأطفال، وذلك بعد أن تم اعتقال مواطن في إحدى المدن، بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي على مجموعة من الأطفال، وخطورة هذا الأمر تتمحور حول جهل الناس بالحقيقة العلمية التي تشير إلى أن هناك أمراضا تتعلق بالشذوذ الجنسي، ليس فقط تجاه الأطفال، بل تجاه جثث الموتى، وكبار السن، وهذه كلها أمراض مثبتة، ولها أسماؤها العلمية، فالاسم العلمي لمرض الرغبة في ممارسة الجنس مع الأطفال هو «البيدوفيليا»، وأخطر ما في الأمر هو أن الشخص المصاب بهذا المرض يكون غالبا إنسانا ناجحا، هادئا، وذو شخصية محبوبة، وهذا ما يصعب المهمة على الأسرة، وجهات التحقيق، عندما يتم الكشف عن مثل هذه الجرائم التي تقشعر لها الأبدان، فما الجديد حول هذا الأمر؟. الجديد هو إدانة مدرب أمريكي شهير في لعبة كرة القدم الأمريكية بجرائم تتعلق باغتصاب أطفال دون العاشرة على مدى أكثر من خمسة عشر عاما!، وقد أحدث هذا صدمة عنيفة، إذ إن المدرب المذكور كان متميزاً في عمله التدريبي في فريق جامعة ولاية بنسلفانيا الشهير، وكان هذا الفريق هو أحد الأسباب الرئيسية في شهرة الجامعة، كما كان هذا المدرب هو أحد الأسباب الرئيسية لشهرة الفريق، ولم يكن أحد يتوقع أن يكون المدرب جيري ساندوسكي - 67عاما - بهذا السوء، لأنه ببساطة كان متزوجا، ولديه اسرة رائعة بكل مقاييس المجتمع، كما كان قريبا من الناس، وله إسهامات كبرى في الأعمال التطوعية الخيرية، ولكن الواقعة وقعت على أي حال، فكيف تم كشف هذا المجرم؟!. الغريب في الأمر هو أن أحد العاملين في جامعة ولاية بنسلفانيا راودته شكوك حول سلوك هذا المدرب مع الأطفال قبل أكثر من عقد من كشف الجريمة، ومع أنه قام بإبلاغ مسؤولي الجامعة عن ذلك، إلا أنهم لم يتخذوا أي إجراء، بل إنهم تستروا على الموضوع، وكانت عواقب ذلك وخيمة، فبعد أن تكشفت خيوط الجريمة عبر الإعلام، تم فصل مدير الجامعة، وكذلك المدرب الرئيسي للفريق، والذي لم تشفع له سنوات عمله الطويلة، ولا البطولات التي حققها، ولا شهرته الواسعة، كما تم فصل كثير من المسؤولين الآخرين، ففي الولاياتالمتحدة لا أحد فوق القانون، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالجرائم البشعة، فما هو الدرس الذي يجب أن نتعلمه؟ لا أريد التهويل، ولكن يجب على أولياء الأمور التنبه لمثل هذه الأمور، فالطفل غالبا لا يدرك كثيرا من السلوكيات، كما أن شخصية المصاب بمرض البيدوفيليا، والتي تتصف باللطف والسماحة، تزيد الأمر صعوبة، ولذا ينصح المختصون بمراقبة سلوك الطفل، والتحري عند ملاحظة أي تغير سلوكي، كما يشجعون على زيارة المدرسة، والتعرف على منسوبيها الذين يتعاملون مع الطفل مباشرة، وذلك من باب الاحتياط، لأن الدراسات تشير إلى أن حياة الإنسان الذي يتعرض للتحرش في سن صغيرة تتحطم بالكامل في معظم الأحيان، والاحتياط واجب على أية حال. فاصلة: «ليست العبرة في كشف الفساد، بل في معاقبة المفسد!». [email protected] تويتر @alfarraj2