في كل مرة تأتيني الفرصة للمشاركة أو حضور فعالية لشباب المملكة العربية السعودية، تمتزج لدي مشاعر السعادة والفخر، بمشاعر الأسى والحزن. الحقيقة أن لدينا طاقات شبابية فاعلة مخلصة ناجحة تمثل معدن شباب هذا الوطن الذي يعمل ويطمح في فرص أكبر ومجال أرحب للمشاركة في بناء هذا الوطن ويكون قدوة حسنة لباقي الشباب، والحزن أننا رغم تلك الطاقات إلا أننا ما زلنا لم نجد الطريقة الأمثل للاستفادة منها ودعمها لتحقيق أهدافنا الوطنية. إن ما شاهدته في معرض شباب وشابات الأعمال 2012 في جدة الأسبوع الماضي، هو مثال حي على ما يمتلكه شبابنا المبادر في قطاع الأعمال من رغبة وطاقة وحماس للعمل في قطاع الأعمال، فدخول مركز المعارض في جدة، يعطيك الشعور بالطاقة الموجودة في ذلك المكان، شباب من الجنسين من جميع الأعمار والفئات يبثون روح الأمل لمستقبلنا، طوابير طويلة من الحضور ترغب في مشاهدة عمل أقرانهم، شباب منظم وملتزم في تنظيم تلك الفعالية، شباب متحمس ومتطلع يقفون خلف مشاريعهم الصغيرة التي أوصلوها إلى منصة المعرض بعرقهم وتعبهم والتزامهم.. وعندما استفسرت عن عدد المشاريع المشاركة وعلمت أنها تصل إلى 300 مشروع تم اختيارها من أصل أكثر من 600 متقدم، اختيرت وفق آلية حددها الشباب وحكمها الشباب تملكني شعور بالفخر بما وصل إليه شبابنا من فكر احترافي في طرح أفكارهم ومشاريعهم. كذلك فإن تواجد العديد من أصحاب القرار في الجانب الحكومي كان بادرة إيجابية ناجعة، ولقاء وزيري التجارة والعمل تحديداً هو ما يحتاجه شباب الأعمال، أتمنى وأنا على قناعه بأن الوزيرين يحملون فكراً متطلعاً بعيداً عن بيروقراطية الأداء الحكومي, أنا على قناعة أنهم قد لمسوا حجم الإضافة النوعية لتلك المشاريع ويعون أكثر من غيرهم أهمية دعم وتسهيل عمل المبادرين، وأن الأخبار الإيجابية التي خرج بها لقاؤهم مع شباب الأعمال يجب أن تتحول إلى واقع ملموس يحس به شباب الأعمال، وأن لا تكون وعوداً كوعود من سبقوهم. إن الألم والأسى سيصل مداه إذا مرت بنا هذه الفتره المهمة في تاريخنا الاقتصادي والاجتماعي، من دون أن نستفيد من طاقات شبابنا بما يخدم مستقبلنا، خصوصاً والجميع يعلم حرص القيادة على الإصلاح والدعم للشباب. كذلك فإن هذا المعرض هو مثال يجب أن تحتذيه جميع مناطق المملكة وتتبناه جميع الغرف التجارية في جميع المناطق، وصادقاً أتمنى أن رأى معرضاً سعودياً لشباب الأعمال يكون خلاصة أفضل المشاريع في المملكة. [email protected]