يتساءل الهلاليون وهم يستشهدون.. بعراقة فريقهم.. وجماهيريته الطاغية.. ووفرة نجومه.. عن سر عدم قدرتهم على ترجمة هذه العوامل آسيوياً.. ويتساءلون أيضاً عن سقوط فريقهم في اللحظات الأخيرة من هذه البطولة القارية.. وإخفاقهم المُستديم فيها..؟! أسئلة عديدة.. ينثرها الهلاليون بعد كُل حالة إخفاق آسيوي.. دون أن يجدوا الرد الشافي والكافي لها.. غير أن المُتبصر بأحوال الفريق الأزرق.. لن يجد عناء في بحثه.. ولن يطول به الوقت حتى يجد علة الهلال..!! الهلاليون في كُل مره يخرجون بذات الطريقة.. فهم يُقدمون فريقهم لقمة سائغة لمنافسيهم.. بسبب عدم التهيئة الصحيحة للمواجهات الآسيوية.. فعلي سبيل المثال (لو) لعب الرائد بدلاً من أولسان.. وهو الفريق الذي كسبه الهلال في آخر لقاءاته بدوري زين بنصف درزن.. فإن الغلبة ستكون للرائد.. لأن التهيئة معدومة في الهلال.. ومعها تغيب الروح.. وتتلخبط الأوراق.. وهدف واحد من المُنافس كما حدث أمام أولسان ذهاباً وإياباً.. كافياً لأن يُلخبط كافة الخطوط.. فاللاعب الهلالي يفتقد للروح في الأداء والثقة بالنفس.. وهما عنصران أساسيان للأداء الرفيع وبدونهما لا يُمكن أن يتطور أداء اللاعب..!! لم يكن وضع الهلال أمام أولسان.. إلا نتاج طبيعي لتخطيط عشوائي.. ولفشل إداري في الفريق.. بكيفية التعامل المثالي مع المواجهات.. والاستمرار بالدخول في أمور لا تفيد الفريق بشيء.. وجعلت اللاعب يعيش جواً مُتوتراً وصراعاً نفسياً مع نفسه.. فالصوت الهلالي الذي سمعناه قبل المواجهة الآسيوية بأسبوع لم يتحدث سوى عن عقد الفريدي وكأن الهلال لن تقوم له قائمة في حال عدم التجديد له والذهاب لنادٍ آخر.. والإيمان ببعض الخُزعبلات التي نقلت المواجهة من ملعب الملك فهد إلى الملز..!! إن الإخفاق الهلالي آسيوياً سيدوم.. ما دام أن من يُمثله من اللاعبين غير السعوديين.. هم من أنصاف اللاعبين.. فمشكلة الهلال أولاً وثانياً وعاشراً تكمن في تواضع لاعبيه الأجانب.. فهذا الملف المُهم والأهم.. تتجاهله الإدارة الهلالية في كُل موسم مع سبق الإصرار والترصد.. وحتى يعرف الهلاليون قيمة وتأثير اللاعب الأجنبي.. عليهم أن يُشاهدوا ماذا عمل أجانب الأهلي والاتحاد في تأهل فرقيهما.. ثم لماذا يذهبون بعيداً.. فمهاجم أولسان البرازيلي رافينيا دوس سانتوس.. كانت له اليد الطولى في تأهل فريقه..!! كُل هذه الأمور لا تلغي أخطاء المدرب.. سواء كمبواريه أو غيره من المُدربين.. ولكن أبداً ليست أخطاؤهم فقط هي التي تُبعد الهلال.. فهي في المقام الأول تحمل صبغة إدارية.. فهي المسئولة عن عدم إيجاد إداري للفريق.. وعن التعاقدات المحلية والأجنبية.. وعن جعل شارة القيادة يحملها أكثر اللاعبين (ارتباكاً) وأكثرهم (ارتكاباً) للأخطاء..!! المُنشطات آخر اهتمامنا منذ أن أدرك الاتحاد الدولي (فيفا) ظاهرة تفشي المُنشطات عند اللاعبين.. وهو يُحاربها في كُل اتجاه.. سعياً لإيقافها أو على الأقل الحد من انتشارها..!! استطاع (فيفا) الحد كثيراً من هذه الظاهرة لدى اللاعبين.. فهي تستهدفهم.. وخلفت وراءها دماراً رهيباً.. وذلك من خلال وضع برامج الكشف.. وفرض العقوبة على مُرتكبيها دون رحمة.. وشدد (فيفا) على الاتحادات الأهلية لبذل قُصارى الجُهد للقضاء على هذه الآفة الخطيرة.. للنهوض بسلوكيات اللاعبين.. وضمان مُستقبلهم الكروي.. وبقائهم وديمومتهم مُدة طويلة..!! أما.. لدينا فلا نُعير هذا الموضوع أدني اهتمام.. فما زلنا نُفكر ونتدارس ونجتمع.. من أجل تفعيل لجنة الكشف على المُنشطات.. رغم أن تكلفة اللجنة لموسم لا تتعدى 400 ألف ريال بمقدور عضو شرف بأحد الأندية أن يتكفل بها..!! بقايا * أمام نجران استطاع التعاون أن يتجاوز سوء أدائه أمام الشعلة وهذا يُحسب للقائمين على الفريق. * التعاون سيُواجه غداً الاتحاد المُنتشي آسيوياً، وهذا يُفترض أن يكون دافعاً قوياً للاعبي التعاون لا أن يحدث العكس. * الروح تصنع المُستحيلات ولهذا ظل فريق الشعلة في مركز مُتقدم في ترتيب الفرق. * المبالغ المالية الكبيرة من جراء عقوبات لجنة الانضباط لماذا لا يتم دعم برنامج الكشف على المُنشطات منها..؟! * الأهلي والاتحاد كلاهما مؤهل لأن يصل للنهائي ويظفر بالكأس الآسيوية. آخر الكلام الغالبية يستطيعون بكل شجاعة أن يقولوا ما يشاءون عن المُدربين واللاعبين غير السعوديين لكن القلة فقط من يستطيع نقد من اختارهم..!! [email protected]