مرت سنوات ونحن نخسر أموال و وقت في محاولة القضاء على البطالة، ولكن وكما يقول المثل الشعبي «لا حنا طبنا ولا غدى الشر». قضية البطالة حساسة ولا يمكن مناقشة بعض جوانبها بصراحة تفادياً لأي هجوم من المجتمع والإعلام، وهذا الجانب هو عدم استعداد بعض العاطلين على الحصول على وظيفة. هناك عدة مشاكل للبطالة منها سوء التعليم ومخرجاته، عدم تأهيل الخريج السعودي وتدريبه، التستر، عدم نمو الاقتصاد بشكل يستوعب الخريجين، ولكن هذا ليس محور الحديث اليوم، انما محور الحديث عن بداية المشكلة وأساسها، وهي البيت والتربية. ذكر وزير العمل بأن 95% من المتقدمين لحافز لا يحملون الشهادة الجامعية، ومن وجهة نظري أن أكبر عقبة أمام وزارة العمل هي توظيف الشباب الذين لم يكملوا تعليمهم أو الشباب الغير مؤهل، وهناك سببين لهذه المشكلة، الاول محاولة توظيف شخص لا يرغب في العمل وحتى وإن تقدم لطلب وظيفة. بمعنى آخر، شاب يُقدم على وظيفة ولكنه لا يلتزم عند توظيفه، هذا لا يمكن أن يكون طالب عمل. السبب الآخر، شاب يحمل مؤهل أقل من الثانوي أو أن قدراته متواضعة ويريد وظيفة محترمة بدخل محترم، وهذا يخالف كل ما هو متبع في دول العالم، هناك علاقة طردية بين زيادة التعليم والخبرة وزيادة الدخل ودرجة الوظيفة. هناك من يقول بأن الشاب السعودي كسول وهذا فيه ظلم للجميع، وهناك من يقول إن الشاب السعودي نشيط وملتزم، وهذا رغم حرصه على مصلحة الشباب الا أنه يضر قضية البطالة ولا ينفعها، لإن كلامه أيضا ليس الواقع. أن الشاب الذي ترك الدراسة بدون سبب إلا لأنه لا يريد أن يستيقظ مبكراً ولأنه لا يريد بذل مجهود في المذاكرة، لا يستطيع أن يلتزم بوظيفة او يتحمل مسؤولية. كيف يستطيع شخص أهمل نفسه ومستقبله أن يهتم بوظيفة؟ جيل ما بعد الطفرة ليس مثل الجيل الذي قبله، فهوا لم يتربى على ثقافة العمل وتحمل المسؤولية، بل بلغ الحد إلى أن أصبح هذا الجيل يحتقر كثير من الوظائف التي عمل بها الإباء والأجداد، وهذه مشكلة لن تستطيع وزارة العمل حلها. وزارة العمل ببرنامج نطاقات أجبرت التاجر على توظيف السعودي، ولكن بجلسة مع معظم التجار أو مديري الموارد البشرية في أي شركة نعلم مدى معاناتهم بسبب عدم التزام الكثير من الموظفين السعوديين. مأساة عندما توكل عمل مهم لموظف فيتغيب عن العمل ويترتب على ذلك مشاكل، وعندما تتصل عليه تجده نائم وعذره، «والله راحت علي نومه». نحن لا نعمم ولكن نتحدث عن واقع منتشر نراه في معظم شركات القطاع الخاص والدوائر الحكومية. الحل للقضاء على البطالة يبدأ من البيت، إذا لم يشد الأهل على أيدي أبنائهم بإكمال الدراسة أو الالتحاق بالمعاهد الفنية وتربيتهم على تحمل المسؤولية، فإن الفشل سيلازم الأبناء وبالتالي ستزيد البطالة. وإذا لم يستطع الأهل فعل ذلك أتمنى أن تقوم الدولة بذلك وذلك بالأخذ على أيدي هذه الشريحة من الشباب ومساعدتهم إما بجعل التعليم إجباريًا أو بتجنيدهم إجبارياً، أما تركهم ما بين جلسة في البيت بدون عمل أو التجمهر في الشوارع والمقاهي والتفحيط ومضايقة بقية المجتمع فهذا يضرهم ويضر المجتمع. @BawardiK