بدعوة من النادي الطلابي السعودي في مدينة (بولدر) بولاية (كولورادو)، حضرت الحفل الذي أقامه النادي بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، وبجهود ذاتية تطوعية تجلّت فيها روح الشباب وإبداعاتهم، يدفعهم حب كبير للوطن اتضحت معالمه الممزوجة باللون الأخضر في هذه المناسبة، لبس الكثيرون ملابسهم الوطنية، وتوشّحوا بالأعلام والربطات الخضراء تملأ قلوبهم فرحة غامرة، حيث اجتمعوا على حب الوطن وتنادوا للاحتفال به في يومه الثاني والثمانين ! أقيم الحفل في صالة نادي القولف رغم كبر مساحته إلاّ أنه ضاق بالمحتفلين الذين قال رئيس النادي مجاهد السيوحي، إنهم تفاجأوا بالعدد، فلقد كان ضعف عدد العام الماضي. الحفل بدأ بقرآن كريم ثم كلمة للطالبة مرام الحوطي عبّرت فيها عن شكرها وامتنان الطلاب السعوديين لاهتمام خادم الحرمين الشريفين بهم، ودعت زملائها من الطلاب والطالبات أن يكونوا عند حسن ظن أهلهم بهم، وأن يكونوا سفراء للوطن، مبدية إصرارها وزملائها الطلاب على أن يعودا إلى وطنهم يحملون الأمل الكبير للمشاركة في البناء والتنمية وخدمة الوطن، ثم كلمة للأستاذ أحمد العودة، وهو أحد أولياء الأمور ألهب في مشاعر الطلاب والطالبات تجاه وطنهم ! مشاعر لا يمكن وصفها وأنت ترى شباب الوطن تضج حناجرهم باسم الوطن، هتافات وتصفيق يقطع كلمات المتحدثين، في مثل هذه المناسبات وخاصة خارج الوطن يمكن أن تطمئن إلى نسبة الوطنية لدى شبابنا! كان حب الطلاب واضحاً وجلياً لوطنهم ولخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز. رئيس النادي في كلمته قال إنهم في العام الماضي جعلوا من السيدة (حياة سندي) شخصية العام، وإنهم في هذا العام، جعلوا من عمار بوقس شخصيتهم التي يتطلّعون إلى الاقتداء بها إصراراً ونجاحاً وتحدياً للمستحيل ! حضر الحفل ضيوف من دول مجلس التعاون الخليجي ومن أساتذة الجامعة وطلابها ! وبعد تناول العشاء قدم الطلاب مقطوعات غنائية تغنّت بالوطن وإنجازاتها وعدد من الألوان الشعبية مثل رقصة المزمار! والمحلقية السعودية بأمريكا تدعم مثل هذه الأنشطة التي تذكي شعلة الوطنية لدى سفراء الوطن، لكني بعد أن رأيت أثر هذه المناسبات على الطلاب، فإنني أعتقد أنّ مسؤوليتها أكبر، فهذا الحفل المهم كان يحتاج إلى دعم مادي أكبر، خاصة أنّ النادي بلا مقر ! مما يعني أنّ معظم الدعم يذهب لاستئجار مقر الحفل. من الواضح الجهود الفردية والتطوعية والتقشف في التجهيزات وأعداد الأعلام كانت قليلة، كما أنه كان بالإمكان الاستفادة من هذه المناسبة بالتعريف بالمملكة ونهضتها وتاريخها وثقافتها ووسيطتها ونبذها للإرهاب ودعوتها لحوار الأديان، من خلال برامج أكثر ومعارض وأن لا يكون الحفل في منطقة مغلقة، لكن ذلك يحتاج إلى أن تكون الملحقية أكثر سخاء في دعمها، فالدعم لا يتناسب أبداً مع أهداف الأندية التي أنشئت من أجله، وهذه معاناة عدد من رؤساء أندية طلابية تعرّفت عليهم في بعض الولايات. بقي أن أقول إنّ تلك الأندية مهمة، ولو لم تكن رسالتها إلاّ جمع الطلبة على حب الوطن والتغنِّي به في اليوم الوطني لكفى ! [email protected]