* أتعجّب من أولئك الوعّاظ الذين يتحدثون عن الفساد والرذيلة في المجتمع، وهم يركزون على تصرفات الأفراد الإجتماعية، المختلفة، ولكنهم يتجاهلون قضية الفساد المالي، وأهم وجه له هي الرشوة!! ولو وجدت لأولائك الوعّاظ العذر في الماضي، بسبب وجود حالة إنكار لتكوّن ظاهرة فساد، ورشوة، فاليوم هناك هيئة حكومية لمكافحة الفساد، فما هو عذر أولئك الوعّاظ، بالتركيز على نوع من أنواع الفساد، وتجاهل أوجه أخرى، هي أخطر على المجتمع، بسبب تأثيرها على الوضع الاجتماعي، والاقتصادي؟! * أتعجّب أيضاً من الوعّاظ الذين يركزون على متطلبات أداء ركن الصلاة طوال العام، وكذلك على ركن الحج (اعتباراً من نهاية شهر رمضان، وحتى موعد عيد الأضحى)، ولكنهم لا يتحدثون عن الركن الخامس، وأعني الزكاة، إلا بصفة استجداء، وباستحياء، خلال شهر رمضان، وهو أقرب إلى استجداء صدقة، دون إبراز أهمية ركن الزكاة، ودون أن يحظى بذات التغطية الإعلامية، التي يحظى بها ركنا الصلاة، والحج؟! لماذا يحدث ذلك؟! * أتعجّب من الجهات الحكومية المسؤولة عن جباية الزكاة، وهي مصلحة الزكاة، وإمارات المناطق، عندما تركز جهودها على تحصيل زكاة المواشي في الصحارى، والقفار، من ملّاكها الذين يعتمدون عليها لمعيشتهم، في حين أن هناك تجاهل تام لزكاة الأراضي المخصصة للمتاجرة!! * أتعجّب، وفي ظل التطور التقني اليوم، وهو الذي أصبح يسمح لأي شخص أن ينتحل شخصية أخرى، ويضع في قنوات التواصل الاجتماعي كلاماً خطيراً يتعلق بالذات الإلهية، أو غيره من المحرمات، ثم نشاهد من يتباكى على ذلك التطاول، ويطالب بإنزال عقوبة مشددة بمن نسبت له تلك المداخلة. من الواضح أن هناك من يحاول تحريض المجتمع على شخصيات، لمجرد أنه يختلف معها فكرياً، وذلك باستخدام وسائل الاتصال الاجتماعي، ولكن من حقنا، وواجبنا كمجتمع، أن نتحقق قبل إصدار الحكم، وقد أعجبني كثيراً رأي سماحة المفتي، عندما طالب بالتحقق قبل إصدار الحكم، وهو عين العقل، وعلينا أن نعرف أن ذات السلاح يمكن أن يستخدم ضد كل إنسان، بما فيهم من يتباكون، ويتعجلون في إصدار الأحكام ضد الآخرين، دون تحقق!! * أتعجب ممن أعرفهم، من رجال الأعمال، وهم يعترفون بأنهم يدفعون رشاوي، وتسألهم: لماذا تفعلون ذلك؟؟ ويجيبونك أنها إما لك، أو لأخيك، أو للذئب؟! أتعجّب وأتساءل: متى نخرج من ذلك المستنقع، وكم من المجتمعات الحديثة مازالت تتحدث عن الذئب كجزء من نظام الرشوة، وليس كحيوان مهدد بالانقراض!! * أتعجّب من كل تلك الظواهر، وسأستمر في تعجبي، حتى ننتقل إلى مجتمع يسأل نفسه عن تلك الأمراض، ويحاول إزالة حالات التعجب تلك!! [email protected]