جميل أن نرى معرضًا تشكيليَّا سعوديًّا يجوب العالم لينقل رسالة سامية فيها العديد من القيم والمبادئ الروحانية التي تنم عن منهج الإسلام بالسلام واحترام الآخر أيًا كانت حضارته وثقافته والأجمل من هذا وذاك أنها تمثِّل بيوت الله بكامل قدسيتها من الشكل إلى المضمون فمعرض «مساجد تشد لها الرحال» هو أقرب مثال للخطاب التشكيلي الراقي الذي طالما بحثت عنه فهو يتمثِّل برسالة وقضية حملها الفنان بمنجزة التشكيلي لنراها تتبلور بين ثنايا هذا المعرض الذي مر بالعديد من المحطات ليؤكد للآخر أن في ديننا الحنيف رؤى فنية لا تقل شأنًا عمّا تحتويه ثقافات شعوبهم. لا أود أن أتوقف عند تلك المحطات فالكثير من الزملاء كتبوا عنها بفخر وزخَرَ ولكن ما أود التطرَّق إليه هو هذه النوعية من المعارض التي تخاطب المتلقي بشكل لا يحتمل التأويل لدى المتلقي بخطاب مباشر التي تفتقر له الساحة التشكيلية السعودية فالسائد بالمشهد التشكيلي السعودي معارض بلا قضية ولا رسالة مما أدى إلى تراجع الخطاب التشكيلي لمستوى لا يليق بنا كمثقفين أن الأشكالية هي في عدم فهم فلسفة الفن التشكيلي حتَّى نخرج بخطاب واضح فالسواد الأعظم من التشكيليين يؤمنون بفلسفة الفن للفن أو ما تسمى «بفلسفة البراجماتية» التي انعكست تلقائيًّا على منجزهم الفني، مما أنتج لنا خطابًا هزيلاً وغير متزن في كثير من الأحيان.. وإن فلسفة «الفن المبدأ والقضية والرسالة « لا يوجد له حيز من المنجز الفني ولا التنظيمي المؤسساتي الذي يرتكز عليه الخطاب التشكيلي السليم مثل معرض «مساجد تشد لها الرحال». إذن لا بد من تحديد مفهوم فلسفة الفن أولاً، ومن ثمَّ تتضح لنا هوية ذلك الخطاب. فعزلة التشكيلي عن محيطه تجعل منه إنسانًا ثانويًّا غير متفاعل مع قضايا مجتمعه. الشاهد هنا أنني أعجبت حقًا بفكرة معرض «مساجد تشد لها الرحال» فهي بادرة توحي بالأمل من قبل مؤسسة ثقافية ذات بعد إنساني ثقافي «مؤسسة ليان للثقافة» وأجمل ما اختتم كلماتي به حديث المصطفى صلَّى الله علية وسلَّم: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله عزَّ وجلَّ» فالشكر كل الشكر لكم. [email protected] twitter@jalalAltaleb