يشرفني اليوم أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريك إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير- سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وإلى الحكومة والشعب السعودي الكريم بمناسبة الذكرى الثانية والثمانين ليوم توحيد مملكتنا الحبيبة والذي يحمل في طياته ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً وفي هذه المناسبة الغالية نستذكر صفحات ناصعة من تاريخ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - الذي حقق وحدة البلاد وشعبها تحت راية التوحيد بعد أن كانت الجزيرة العربية مكاناً تتحارب فيه القبائل وتزيد فيه الأطماع. وجدير بنا أن نستخلص الدروس ونعلم الأبناء والأحفاد ما حققه الملك المؤسس يرحمه الله بحكمته وعبقريته بعد أن كان توحيد هذه المناطق في كيان واحد ضرب من الخيال عند الكثير من الناس. وخلال العقود الثمانية الماضية تعاقب على حكم البلاد أبناء الملك المؤسس الذين أسهموا في الحفاظ على الحلم الذي أصبح واقعاً فازدهرت البلاد بالصناعة والزراعة والعمران والبنى التحتية والمشاريع العملاقة وتحققت النهضة الحضارية في كل المجالات، حتى وصلنا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي اتسم عهده بالتأكيد على قيم التسامح والحوار والشفافية والمسئولية، والدفع بالمزيد من الإنجازات الحضارية حتى أصبحت المملكة العربية السعودية من الدول التي يحسب حسابها العدو والصديق، ففي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله انضمت المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، وأصبحت عضواً في مجموعة العشرين G20 التي تضم أكثر الدول تأثيراً في الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي احتفظت فيه بمكانتها المتميزة في قلب العالم العربي والإسلامي مدافعة عن القضايا العربية والإسلامية ومساهمة بشكل فعال في مسيرة العمل العربي المشترك ودعم التضامن الإسلامي وتبذل جهوداً مضاعفة باتجاه انتقال دول مجلس التعاون الخليجي من مرحلة التعاون إلى مرحة الاتحاد. ومع ما يشهده العالم من مشكلات فإن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله يسعى وبجهد متواصل لكي ينأى بالمملكة وشعبها عما يمكن أن يؤثر على رفاهية المواطن السعودي وأمنه واستقراره في نفس الوقت الذي تحقق للمملكة مكانة مرموقة في المجموعة الأممية عبر المزيد من المبادرات الخيرة للحوار وإيجاد الحلول لأزمات المنطقة والعالم. وأخيراً فإن هذه المناسبة السعيدة هي فرصة للتأمل في كل ما تحقق وعلى جميع أبناء الوطن أن يسهموا جميعاً في المحافظة على أمن هذا الوطن المعطاء واستقراره وتقدمه. ونسأل العلي القدير أن ينعم على قائد هذه المسيرة بالصحة والعافية وأن يحفظ وطننا عزيزاً شامخاً متميزاً في جميع المجالات. سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا ومالطا