أتشرف باسمي ونيابة عن كافة منسوبي سفارة المملكة العربية السعودية في وارسو جمهورية بولندا وجميع الطلبة والطالبات الدارسين في الجامعات البولندية والمواطنين السعوديين المقيمين أن أتقدم إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدفاع وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي بأسمى آيات التهاني والتبريكات بالمناسبة الغالية للذكرى الثانية والثمانين لليوم الوطني. ولا يسعنا في مثل هذه المناسبة إلا أن نستلهم مسيرة طويلة من العطاء والتضحية في تعاضد ومودة بين القيادة والشعب، ذكرى تؤرخ توحيد المملكة على أيدي المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود كفاتحة خير ليس فقط لهذه الأرض المباركة وشعبها السعودي النبيل والانتقال بها في ظرف عقود قليلة إلى مصاف الدول المتقدمة بفضل السياسة الحكيمة للقيادة التي كانت دائما تتبع نهج الملك المؤسس وأبنائه من بعده وصولا إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمد الله في عمره والذي اتبع سياسة جمع الكلمة وليس التفريق، الصون وليس التفريط، التعقل والتأني وليس التهور والتسرع، فصاغ حفظه الله النهضة الحضارية لهذه البلاد موازنا بين خططها التنموية والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية حتى تمكنت المملكة ولله الحمد والمنة في السنوات القليلة الماضية من تحقيق هذا الكم الهائل من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية العملاقة التي اختصرت الزمن وسابقت البرامج وتتابعت خلالها المشاريع العملاقة لتوسعة وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وأرسى خلالها خادم الحرمين الشريفين مبادئ الحوار الوطني وتأسست جمعيات حقوق الإنسان وهيئة مكافحة الفساد ووجد الإطار المناسب لمشاركة المرأة دون إخلال بتعاليمنا وأخلاقنا الإسلامية حتى أصبح لبلادنا ولله الحمد ما نراه اليوم من سمعة ووزن يقدره الجميع سياسيا واقتصاديا وإعلاميا حيث يداوم كافة من نلتقي بهم من مسؤولين وأكاديميين وإعلاميين ومواطنين عاديين في الدول المضيفة التي نعمل بها على الإشادة بما يرونه ويسمعون عنه من مآثر وإنجازات للمملكة وقيادتها والتقدم الذي أحرزه شعبها في الميادين العلمية والتعليمية والاقتصادية والنقلة الحضارية في كافة المجالات والأصعدة التي تعيشها بلادنا. كما تمكن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- منذ توليه سدة الحكم بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة سياسياً واقتصادياً على المستويات الإقليمية والإسلامية والعربية والدولية وأصبح للمملكة وجود محسوس وصوت مسموع في المحافل الدولية وانضمت إلى قائمة أقوى عشرين اقتصاداً عالمياً وشكلت عنصر دفع قوي للصوت الإسلامي والعربي في دوائر صنع القرار وفق لسياسة خارجية حكيمة تقوم على تعزيز السلام العالمي وتحقيق التعاون الدولي والوقوف إلى جانب الإخوة والأشقاء في الدول العربية من خلال العمل على لم شمل الصف العربي وجمع كلمته والدفاع عن القضايا العادلة ومبادئ السلام العالمي وحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب والجريمة والفساد والإسهام في دعم الشعوب النامية الإسلامية وغيرها من شعوب العالم والنهوض بها، ومد يد العون لها لتجاوز الكوارث الطبيعية وتوفير المشاريع التنموية من خلال الصناديق المتخصصة. إننا نرى مملكتنا الغالية ولله الحمد تبحر بثبات وقوة وسط البحار الهائجة ممسكا بدفة سفينتها مليكنا وقائد مسيرة هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله وسدد خطاه وجزاه خيرا- لما يوليه من عناية وإخلاص واهتمام بدينه وببلده وشعبه وأمته. وأقول للجميع كل عام وأنتم بخير وأعاد الله هذه المناسبة كل سنة وبلادنا بخير وسلام وتقدم. - سفير خادم الحرمين الشريفين في وارسو