في الذكرى السابعة لتولي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية لا يسعنا إلا أن نستلهم مسيرة طويلة من العطاء والتضحية في تعاضد ومودة بين القيادة والشعب بدأها الملك المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأبنائه من بعده الذين استمروا على نهجه فصاغوا النهضة الحضارية لهذه البلاد ووازنوا بين خططها التنموية والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية. ولعل أبرز ما يميز السنوات السبع الماضية الكم الهائل من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية العملاقة التي اختصرت الزمن وسابقت الخطط، ومتابعة تنفيذ المشاريع العملاقة لعمارة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر والقرارات السديدة لتخفيف أعباء المعيشة عن المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لكافة الفئات والتركيز على المحرومة منها، والتوجيهات ذات النظرة البعيدة لفائدة الوطن والمواطن والمشاركة في صنع القرار من خلال انتخابات المجالس البلدية وتوسيع مهام مجلس الشورى والحوار الوطني وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد ومشاركة المرأة في إطار من التمسك بالتعاليم والقيم الإسلامية. كما تمكن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - منذ توليه سدة الحكم بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة سياسياً واقتصادياً على المستويات الإقليمية والإسلامية والعربية والدولية وأصبح للمملكة وجود محسوس وصوت مسموع في المحافل الدولية وانضمت إلى قائمة أقوى عشرين اقتصاداً عالمياً وشكلت عنصر دفع قوي للصوت الإسلامي والعربي في دوائر صنع القرار وفقا لسياسة خارجية حكيمة تقوم على تعزيز السلام العالمي وتحقيق التعاون الدولي والوقوف إلى جانب الإخوة والأشقاء في الدول العربية من خلال العمل على لم شمل الصف العربي وجمع كلمته والدفاع عن القضايا العادلة ومبادئ السلام العالمي وحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب والجريمة والفساد والإسهام في دعم الشعوب النامية الإسلامية وغيرها من شعوب العالم والنهوض بها، ومد يد العون لها لتجاوز الكوارث الطبيعية وتوفير المشاريع التنموية من خلال الصناديق المتخصصة. في مثل هذا اليوم بايع الشعب السعودي قائد المسيرة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على السمع والطاعة والإخلاص والولاء في السراء والضراء ويشرفني اليوم باسمي وبالنيابة عن كافة منسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين في وارسو جمهورية بولندا وكافة الطلاب المبتعثين والمواطنين المقيمين أن أجدد العهد والولاء لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ونعاهده أن نكون جميعاً صفاً واحداً مع قيادتنا في مواصلة نهج البناء والنهضة والذود عن حمى الوطن وصون ثراه الطاهر. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأطال الله في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية وأجزل له الأجر والثواب جزاء ما قدم ويقدم لبلده وشعبه وأمته والإسلام والمسلمين. داعين الله عز وجل أن يديم على بلادنا الحبيبة أمنها ورخاءها واستقرارها، في ظل قيادته الرشيدة، وسمو سيدي ولي عهده الأمين يحفظهما الله. (*) سفير خادم الحرمين الشريفين بجمهورية بولندا