تظاهر آلاف السوريين أمس الجمعة في أنحاء سوريا للمطالبة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد, متحدين العنف والقمع الدموي الذي يمارسه النظام ضد المدنيين. وفي الوقت نفسه, شهدت مدينة حلب وريفها في شمال سوريا اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين أمس في محيط ثكنة ومطار عسكريين، بينما افيد عن استمرار القصف على ريف دمشق وحمص. وتأتي هذه الأحداث بعد يوم دام أدى إلى سقوط 225 قتيلاً في مناطق سورية مختلفة. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن وقوع اشتباكات فجر امس بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط ثكنة هنانو العسكرية بحي العرقوب «وتستخدم الطائرات الحوامة رشاشاتها بالاشتباكات». كما وقعت اشتباكات وشنت عمليات قصف على عدة احياء في حلب, ولاسيما الاحياء الجنوبية المنكوبة. وفي ريف حلب، افاد المرصد عن وقوع اشتباكات في محيط مطار منغ العسكري، بينما اشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» الى ان قصفا مدفعيا مصدره المطار طال مدينة اعزاز في ريف حلب وقرى مجاورة لها. وفي ريف دمشق تتعرض دوما لقصف مستمر يرافقه اطلاق نار، وذلك بعد يوم من تحطم مروحية تابعة للقوات النظامية في منطقة تل الكردي في ريف المدينة، وتضاربت الروايات حول اسباب سقوطها. وخطف مجهولون ثلاثة اشخاص بينهم عضوان في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي السورية المعارضة فجر امس بعيد خروجهم من مطار دمشق الدولي، اثر زيارة لوفد من الهيئة الى الصين. واعلن بيان موقع باسم فرع هيئة التنسيق الوطنية في المهجر «فقدان الاتصال» باثنين من اعضائها هما «الدكتور عبد العزيز الخير رئيس مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية والأستاذ إياس عياش عضو المكتب التنفيذي للهيئة والقيادي في حركة الاشتراكيين العرب»، اضافة الى «ماهر طحان الذي جاء للمطار لاستضافتهم». في حمص, افادت الهيئة ان مدينة الرستن في ريف المدينة تتعرض منذ فجر امس لقصف متواصل بالمدفعية وراجمات الصواريخ. وتجاوز عدد القتلى في النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من 18 شهرا، 29 الف قتيل، بحسب المرصد السوري. من جهة أخرى, أدانت منظمة التحرير الفلسطينية أعمال القتل المستمرة، التي تقوم بها القوات النظامية السورية ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي اليرموك وفلسطين بالذات. واعتبرت المنظمة على لسان أمين سرها ياسر عبد ربه أن هذه الأعمال مؤشر خطير على نوايا النظام الحاكم لزج أبناء الشعب الفلسطيني في الصراع الدائر في سوريا واستباحة المخيمات وقتل المدنيين العزل. وأكدت لجنة «تنسيقية مخيم اليرموك-الثورة السورية» ان الجيش التابع لنظام الاسد ارتكب ليلة الأربعاء وفجر الخميس مجزرة كبيرة بحق سكان مخيم اليرموك والنازحين راح ضحيتها 20 قتيلا بينهم 18من اللاجئين الفلسطينيين، تم التعرف على هويتهم. وعلى الصعيد السياسي, اعلنت الولاياتالمتحدة ليل الخميس الجمعة انها لا تنوي ربط مساعداتها للعراق بدعواتها المتكررة قيام بغداد بتفتيش الطائرات التي تحلق فوق اراضيها ويشتبه بأنها تنقل شحنات اسلحة الى النظام السوري. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند: «لا نريد ربط مساعدة الولاياتالمتحدة للعراق بمسألة الطائرات الايرانية تحديداً لأن مساعدتنا تهدف في قسم منها إلى تعزيز الامن في البلاد ومساعدة العراقيين على بناء قدراتهم الجوية». بدوره, قال مسؤول رفيع امس إن العراق رفض السماح لطائرة كورية شمالية متجهة الى سوريا بعبور اجواء البلاد اليوم السبت لانه يشتبه في احتمال ان تكون تحمل اسلحة لسوريا. وكان العراق نفى أمس الخميس تقرير لأجهزة مخابرات غربية قال إن ايران استخدمت طائرات مدنية لنقل عسكريين وأسلحة عبر المجال الجوي العراقي الى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الأسد في التصدي للانتفاضة المستعرة ضده منذ 18 شهرا. إلى ذلك, قال محافظ الموصل أثيل النجيفي امس إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بدأت التحضير لإقامة مخيم لإيواء اللاجئين السوريين لاستيعاب أعداد منهم مستقبلاً بمدينة الموصل 400 كيلومتر شمالي بغداد.