أكد باحث ألماني متخصص في الدراسات الإسلامية أن موجة الغضب التي اجتاحت العالم الإسلامي بسبب نشر مجلة فرنسية رسوما كاريكاتورية جديدة للنبي محمد ليس لها علاقة بالاختلافات الثقافية مع الغرب. وقال توماس باور، الأستاذ بجامعة مونستر الألمانية أمس الخميس: «على عكس ما هو معتقد هنا يوجد في العالم الإسلامي تراث عمره ألف عام من السخرية والفكاهة إلى جانب تراث من الرسوم الكاريكاتورية خلال القرنين الماضيين لم يتورع مطلقاً عن تناول موضوعات دينية». وأضاف باور أن هناك على سبيل المثال في العالم الإسلامي «سخرية مستمرة من شخصيات دينية»، مما يعني أنه لا يمكن الحديث عن غياب لروح الفكاهة في العالم الإسلامي، وقال: «لكن ما لا يمكن فهمه هناك هو السخرية من شخصيات محورية دينية سواء في الدين الإسلامي أو الأديان الأخرى»، مضيفاً أن السيد المسيح والسيدة العذراء مريم والأنبياء جزء من المعتقدات الإسلامية. وقال باور: «هذا النوع من السخرية ليس مألوفا في المجتمعات الإسلامية، كما أن إهانة الدين يعتبر من الأمور الذميمة لديهم... المسلم ربما لا تواتيه فكرة نشر رسوم كاريكاتورية عن البابا أو الإساءة إلى المسيحية أو اليهودية كدين». وأعرب باور عن اعتقاده بأن الاحتجاجات العنيفة التي شهدها العالم الإسلامي مؤخرا ترجع إلى شعور الكثير من الناس هناك بأنهم «دمى لمصالح النفوذ الغربي»، وقال: «هذا يتمثل في كافة صور الإذلال السياسية مثل غزو أفغانستان والعراق والدعم المتعنت لسياسة المستوطنات الإسرائيلية وغيره». وأشار باور إلى أن تعمد إهانة المقدسات الدينية للمسلمين هو الذي أثار تلك المشاعر لديهم، وقال: «الأمر لا يدور هنا حول محظورات دينية غامضة... كل ذلك أدى إلى غضب ليس متعلق بالثقافة فهذا ما كان سيشعر به آخرون». من جهة أخرى رفعت ممثلة شاركت في فيلم «براءة المسلمين» الذي أثار أعمال عنف دموية في عدة دول عربية، الأربعاء دعوى في لوس انجليس ضد المنتج وموقع يوتيوب، مؤكدة أنه تم تضليلها حول نوايا الفيلم. ورفعت سيندي لي غارسيا بطلة الفيلم الذي خلف أعمال عنف منذ ظهوره في 11 سبتمبر الماضي أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصا بينهم السفير الأميركي في بنغازي (ليبيا)، دعوى بتهمة انتهاك الحياة الخاصة والاحتيال والافتراء والرغبة في الإساءة. ويتوقع أيضا أن يطلب محاميها من القاضي أن يصدر أمرا لموقع يوتيوب بإزالة هذا المقطع على الفور. وقالت غارسيا: إنها تعرضت لتهديدات حقيقية بالقتل وفقدت عملها بسبب الخوف من أن يتم استهدافها.