حظي جناح الفنون التشكيلية المشارك في فعاليات سوق عكاظ، بزيارات مكثفة من قِبل الجمهور الكبير الذي جاء لمشاهدة هذا الحدث الثقافي المتميز فكرة وتنفيذاً، وقد تم في المهرجان منح جوائز للتشكيليين الذين شاركوا في مسابقة لوحة وقصيدة من بين المسابقات المتعدّدة التخصصات في المهرجان وقد بلغت فيه جوائز الفن التشكيلي 100 ألف موزعة على: الأول 50 ألفاً والثاني 30 ألفاً والثالث 20 ألفاً، حيث حقق الفنان السعودي عبده عريشي المركز الأول عن عمله الذي استوحى قصيدة الأمير الشاعر خالد الفيصل مجموعة إنسان، فيما حقق الفنان الصومالي عبد العزيز بوبي عشر المركز الثاني عن عمله الذي استند على قصيدة عبث الطفولة لمحمد الرباط، فيما جاء المركز الثالث الفنان السعودي فهد خليف عن قصيدة الغراب للشاعر صالح الموسوس. وحول المسابقة والجائزة، تحدث الأستاذ فيصل الخديدي، رئيس لجنة الفنون بسوق عكاظ مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف والمشرف على المسابقة منذ تأسيسها قائلاً: (تزدان هذا العام مسابقة لوحة وقصيدة بأعمال متميزة ومتنوعة جاءت مختلفة المشارب وبمشاركات وفيرة ظهرت فيها المستويات الفنية أكثر تميزًا من الأعوام السابقة، وذلك بعد أن فتح المجال للتشكيليين العرب المقيمين بالسعودية بالدخول في المنافسة، إضافة إلى تعدد المراكز بثلاثة مراكز بدلًا من مركز واحد، وهاهي المسابقة تتطوّر وتتنامى بشكل منهجي في جميع جوانبها من تحكيم ومن شروط مشاركة ومن تنظيم، راجين أن تستمر في التطور والرقي والانفتاح على أكبر جزء من الفنانين، وأن تكون نواة بينالي عربي وعالمي، وتشمل جميع أوجه ومجالات الفنون التشكيلية، فالفن التشكيلي السعودي يستحق الكثير، والحضور السعودي في المحافل العالمية أصبح مشرفاً على المستويات الشخصية، وسوق عكاظ برعايته لمسابقة بحجم مسابقة لوحة وقصيدة، عمل على تأصيل الفن التشكيلي من خلال مواءمته مع ذاكرة الشعر العربي, فيها وباستمرارها يضع لبنة جيدة لهوية تشكيلية امتزجت بهوية الشعر العربي الأصيل في إطار حديث ومعاصر). وبالنظر في واقع المسابقة الحالي نجد أنّ شروط المسابقة المعلنة لم يكن بها شيء من التعقيد والتقييد لحرية الفنان في صياغة عمله من الناحية التقنية أو حتى الموضوعيه، فاختيار القصائد التي يستلهم الفنان عمله ويستوحي مضمونه وإيحاءاته منها، متروك للفنان سواء بقصيدة فصحى أو غير ذلك لشاعر من عصرنا هذا أو من أي عصر من عصور الأدب العربي. وقد مرت عملية التحكيم بستة مراحل بعد أن فرزت الأعمال وعرضت أمام لجنة التحكيم بمقر جمعية الثقافة والفنون بالطائف، كان في لجنة التحكيم كلٌّ من الفنان عبد الله حماس والدكتور عبد العزيز الحجيلي والفنان السوري ربيع الأخرس، وتم ترشيح لجنة التحكيم كما هو متّبع في جميع نسخ مسابقة لوحة وقصيدة، وفق آلية متبعة ومعتمدة وهي (عضوية أكاديمي سعودي متخصص في الفنون أو التربية الفنية، وعضوية فنان سعودي صاحب تجربة تشكيلية بارزة، وعضوية أكاديمي أو تشكيلي عربي مقيم بالسعودية). الجدير بالذِّكر أنّ الإقبال على المشاركة في المسابقة كبير، حيث تقدم 130 فناناً وفنانة بما يزيد على 160 عملاً من مختلف المدارس والمشارب الفنية، وهو الذي جعل معرض لوحة وقصيدة بسوق عكاظ من أكثر الفعاليات إقبالاً وتفاعلاً, وقدمت الأعمال المشاركة في المسابقة للجمهور من خلال كتاب فاخر يضم صور الأعمال والقصائد المشاركة بالمسابقة. من جانب آخر افتتح رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي، معرض فناني وفنانات الطائف التشكيلي 2012 الذي أقامته جمعية الثقافة والفنون بالطائف بقصر شبرا يوم الاثنين الماضي، بحضور نخبة من الفنانين والإعلاميين وكتّاب الرأي بالصحف المحلية. ضم المعرض 40 عملاً ل 35 فناناً وفنانة، برز فيه النحت بشكل ملفت بمشاركة تعتبر الأولى لهم، حيث قدم الفنانون صديق حسن، طارق هاشم، وفهد الأزوري، مجموعة من إبداعاتهم في النحت المتعددة الأساليب والخامات، وقد بذل الفنان محمد الثقفي مقرر لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية، جهداً متميزاً كعادته في تنظيم المعرض تلقّى به ثناءً من الأستاذ سلطان البازعي الذي قال (كانت معرفتنا بنشاط المسرح في الطائف هي الأبرز، لكنني أضيف أنّ جميع الفنون تتميّز، مشيداً بما تقدمه جميع لجان الفرع، وذكر الأستاذ البازعي رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون أنّ هناك دراسة مستفيضة لإعداد وإقامة برامج وطنية تعنى بالفنون وتتولّى دعمها شركات كبرى.