استمرت أسعار البترول على معدلاتها المرتفعة في أسواق البترول العالمية خلال الأيام الماضية حيث تعدى سعر بترول برنت 116 دولار للبرميل و تعدى سعر سلة أوبك ال 113 دولار للبرميل و لامس بترول غرب تكساس ال100 دولار للبرميل متأثراً بشكل كبير بالعوامل الجيوسياسية المتعلقة بأحداث الشرق الأوسط و خاصة الملف النووي الإيراني و بشكل أقل بالظواهر الطبيعية.. .. مثل إعصار إسحق الذي هدد المنشئات النفطية في خليج المكسيكجنوبالولاياتالمتحدةالأمريكية. الذي يراقب الأسعار بشكل يومي يجد أنه خلال الثلاثة أشهر الماضية استمرت الأسعار في الإرتفاع بمعدل يزيد عن 30% مقارنة ببداية شهر يوليو الماضي وذلك بسبب تأثير المقاطعة الأوروبية والأمريكية للنفط والاقتصاد الإيراني ومتأثراً بشكل كبير بالمهاترات والتهديدات الصهيونية لضرب المنشئات الإيرانية و ما قد يترتب عليه من اشتعال المنطقة و خطر المواجهة العسكرية بين الطرفين. الحقيقة انه لا يوجد أي تفسير آخر لهذه الإرتفاعات لعدم وجود نقص حقيقي في الإمدادات النفطية و ذلك بسبب نجاح بعض الدول الرئيسية المصدرة للبترول تعويض نقص الإمدادات المحدود جداً المتعلق بالمقاطعة الغربية لاستيراد البترول الإيراني و ذلك كون أنه نسبة لا بأس بها من البترول الإيراني ما زال يُصدر لدول شرق آسيا و دولاً لا تطبق هذه المقاطعة، أو يصدر من خلال التهريب أو إعادة التصدير عن طريق أسواق نفطية ودول أخرى متعاونة ومتعاطفة مع إيران. يؤكد هذا التفسير التقرير النفطي الشهري لمنظمة أوبك الذي أشار إلى عدم تغير نمو الطلب العالمي للبترول في عام 2012م و الذي يقدر ب 900 ألف برميل في اليوم، وعدم تغيير نمو الإقتصاد العالمي لعام 2012م و عام 2013م الذي يقدر ب 3,3% و 3,2% على التوالي مقارنة بالتقارير السابقة، و عدم تغيير الطلب على نفط دول منظمة أوبك في عام 2012م و عام 2013م و الذي يقدر ب29,9 و 29,5 مليون برميل في اليوم على التوالي مقارنة بالتقارير السابقة. من المتوقع ثبات اسعار البترول المرتفعة الحالية على المدى القصير والمدى المتوسط وذلك من خلال القراءة الدقيقة للأحداث الجيوسياسية في منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط ومنها المناورات العسكرية التي تحدث حاليا في منطقة الخليج بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، واستمرار الأحداث المؤسفة ومسلسلات قتل ودمار الأبرياء في سوريا الأبية وبدعم كبير ومصرح به من قبل إيران، و تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته الإرهابي ليبرمان التي تتنبأ وتهدد الغرب بمقدرة إيران على تصنيع القنبلة النووية في عام 2013م ومساومتهما القذرة لبعض الدول الغربية التي تطالبه بعدم ضرب إيران بدون علمها و موافقتها خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية و منظمة الأممالمتحدة و ذلك للحصول منها على الكثير من المساعدات المالية و العسكرية و التنازلات الأخرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية خاصة بغض النظر عن ما تقوم به الدولة الصهيونية من إرهاب و قتل يومي و تدمير و مصادرة لللأراضي. والسؤال المهم هنا هل يستغل العرب هذه الظروف الإقتصادية الإيجابية لبناء اقتصاد قوي لا يعتمد على مصدر واحد (البترول)؟ وهل يستغل العرب هذه الظروف الجيوسياسية السلبية لبناء منظومة أمنية تحميها من أخطار الأعداء على المدى البعيد؟ www.saudienergy.net