حتى تعرف كيف يفكر الغربيون (بوطنية) أنظر لردود الفعل الغاضبة تجاه رغبة الثري الفرنسي (برنار آرنو) تغيير جنسيته من الفرنسية إلى البلجيكية، بهدف التهرب من الضرائب الضخمة التي تنتظره وفق (النظام الضريبي الجديد) الذي سيفرض على الأثرياء في فرنسا!. لقد نُشرت عدة مقالات فرنسية ضد (أغنى أغنياء أوروبا)، بسبب هروبه من بلاده حتى لا يدفع الضرائب لتطوير الشوارع ومساعدة الفقراء، وهو تصرف يلجأ له بعض (رجال الأعمال) عادة في حال شعروا أنه مطلوب منهم تقديم شيء لوطنهم؟!. أمس الأول خصصت صحيفة (liberation) الباريسية صفحتها الأولى لصورة (برنار)، وهو يحمل حقيبة سفر وسط عنوان كبير يقول (Casse - toi riche con!) بمعنى (انقلع أيها الثري الأحمق)، ليبراسيون تتحدث بلسان أهل باريس بالطبع الذين يشعرون أنّ هروب رجال الأعمال إلى الخارج بمشاريعهم وأموالهم ومصانعهم بعد أن حققوا الثروات بالداخل يعد أمر (غير مقبول) وتصرف فيه تهرب من المسئولية تجاه الواجب الوطني في دفع الضريبة ومساعدة البرامج التنموية..!. لدينا تجارب سابقة من هذا النوع، (رؤوس أموال) هربت للجوار ومصانع أغلقت، رغم أنه لم يُطلب منهم دفع ضريبة ولم تفرض عليهم (أتاوات) وهم يسابقون الزمن ليل نهار لجمع المال في (بحبوحة ورغد)، ومع ذلك لا يساهمون في أي مشاريع وطنية، وتجدهم يتثاقلون حتى عندما يطلب منهم فقط توفير (فرص وظيفية) و(لقمة عيشة كريمة) لأبناء جلدتهم في وقت يدفعون فيه (رواتب طائلة) لجنسيات أخرى لا تقل كفاءة أبنائنا عنها؟!. اليوم الوطني بات قريباً، وأعتقد أننا ننتظر من (رجال الأعمال) الصادقين والغيورين برامج وأفكار تنموية، تساعد وتشجع الشباب السعودي وتوفر له المزيد من فرص الرقي والرخاء، ليشعر أنه جزء مهم من هذا (الوطن)، ويلمس دفء الإخاء والانتماء ووحدة الصف بينه (كشاب) في مقتبل العمر يتلمس طريق النجاح، وبين أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة من (السعوديين الأغنياء) الذين أعطاهم الوطن الكثير حتى أصبحوا على ما هم عليه اليوم من الثراء، يشعرون بكل (سعودي) مهما بلغ (مستواه المعيشي)، ويعملون ليكسبوا (هم) من خلال مشاريعهم، ويعيش (هو) بالفرص التي يقدمونها، وينتصر الوطن بأبنائه جميعاً !. لدينا نماذج نتشرف ونفتخر بها من رجال الأعمال المخلصين والوطنيين الذين يتسابقون لكل ما فيه خير (الوطن وأهله)، ننتظر منهم مواصلة هذا المسير المبارك ومن آخرين استثمار مناسبة (يوم الوطن) لتقديم (شيء جديد) كمساهمة ومشاركة تنموية تبقى لهم ولأهلهم عنواناً مشرفاً..!. الأفكار كثيرة، ودور رجال الأعمال حان وقته للمساهمة جنباً إلى جنب مع دور وخطط الدولة لضمان أن يبقى كل (السعوديين أغنياء بوطنهم) وعزّة مجدهم ووحدتهم!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]