(بيّض الله) وجه المستشرق الإنجليزي البروفيسور بروس أنغام الظفيري المعروف بأبي حسين، فهذا الرجل الذي عشق العرب وتعلق بتراثهم ودراساتهم وتاريخهم، وإلى جانب لغته الأم «الإنجليزية» يتحدث العربية باللهجة النجدية كما يتحدث الفرنسية والفارسية واللاتينية ولغة الهنود الحمر (لاكوتا)، وقد كتب عن لهجة الظفير ولهجة قبيلة مطير ولهجة قبيلة الرولة وقارن بين لهجة الظفير وآل مرة والرولة وقارن بين لهجة شمر وعنزة والظفير وأهل القصيم وسدير.. أشرف على العديد من رسائل الدكتوراة، كما عبر الربع الخالي وكتب الكثير من الدراسات عن المملكة. وحينما نقول بيّض الله وجه أبي حسين، فلأنه كل مرة يفاجئ القارئ العربي بمطبوع جديد يختص بالجزيرة العربية وأهلها.. كما أن له علاقات مع الملك عبدالعزيز والملك فيصل، ولعل آخر مفاجآته هو عثوره على دراسة أنثربولوجية تخص قبيلة عنزة قام بها المستعرب والمستكشف والمؤرخ والدبلوماسي والضابط ديرالد دي غوري الذي كان متحدثًا سياسياً في الكويت وفي العراق أيضًا، وهو أي دي غوري يتحدث العربية بطلاقة وتربطه بالملك عبدالعزيز صداقة قوية وقام بعدة زيارات للرياض في ثلاثنيات القرن الميلادي المنصرم وله من الدراسات: رحلات إلى الجزيرة العربية، العنقاء العربية، فيصل ملك المملكة العربية السعودية، حكام مكة. ()()() أما الترجمة العربية لهذه الدراسة فقد قام بها الصديق الكاتب والمشغول في مثل هكذا دراسات عطية كريم الظفيري الذي قدم للمكتبة عدة ترجمات هامة مثل حرب في الصحراء مذكرات غلوب باشا، الكويت في كتابه رحالة أوروبون: رحلة الكويت، أوراق منسية من تاريخ الجزيرة العربية ل(غير ترود بيل) أما في هذه المطبوعة التي عثر عليها السيد أبوحسن ففيها الحديث عن مراعي عنزة ومشيختها والتاريخ المبكر للقبيلة وهجراتها ومواردها وخيولها وإبلها والحياة الاقتصادية لها. ودراسة إنثربولوجية عن إنسان القبيلة. على أية حال الكتاب سيصدر قريباً وهو من أهم الكتب التي لم تر النور، ويتميز بتحقيق رائع لبروس أنغام وترجمة دقيقة لعطية الظفيري وسنتناوله بإسهاب حين صدوره.