تابعت ما نُشر عن قائد شرطة دبي في أعداد من «الجزيرة»، وتابعت أيضاً لقاءه الأخير في قناة العربية، وأقول: أكبرت في الفريق أول ضاحي خلفان قائد شرطة دبي قوة شكيمته وأراءه (المثيرة) التي كانت لها أصداءٌ على المستويين العربي والعالمي. تعجبني في هذا الرجل العسكري الفذ، قوة «جهاز شرطة دبي» الذي يرعاه ويشرف عليه منذ سنوات، وقدّمه إلى العالم العربي والغربي في أزهى حلّة وأقوى مكانة، حين استطاع هذا «الجهاز» الكشف عن خيوط وجرائم كان من المتعذّر ومن المستحيل أن تُكتشف، لولا «المهنية العسكرية» التي يتمتّع بها «رجل دبي القوي».. باختصار هو رجل واحد في «مجموعة فريق»، ورغم أنني لا أعرفه ولم أتشرّف بلقائه، إلاّ أنّ أفعاله عرّفتني به عن بُعْد، ولذا تمنّيت أن يكون عندنا وفي خليجنا العربي أكثر من «ضاحي خلفان»، لأنّ ذلك سيؤكِّد على الدوام، أنّ الخليج قويٌّ بأبنائه، وأنه - أيْ الخليج - «ولاّد» لرجالٍ صنعوا المجد والتاريخ، ليس لأنفسهم بل لوطنهم وخليجهم الموحَّد.. أعلم أنّ هذا الرجل العسكري (المُشرف) ليس بحاجة إلى «مدحي» أو مدح غيري، وليس «ينتظر» كلمات «تمجيد» له أو ما شابه ذلك، نظير ما يقدِّمه «عسكرياً»، وما يطرحه من أفكار وآراء أذهلت الغرب قبل العرب، لأنه «مؤمن» بأنّ ما يقوم به في مجاله وما يطرحه (عقله) للعالم، هو عصارة تجربة عسكرية «ثريّة» وخبرة فكرية تربَّى عليها منذ الصِّغر، وترجمها واقعاً عملياً ليسعد بها أبناء خليجه قاطبة.. لن أتحدث عن إنجازات رجل الإمارات القدير، ولكني سأعرج على القليل منها في هذه العجالة، لأنّ ما خُفِي أعظم وما أُعلن هو الأقل بالفعل! لقد «فضح» هذا «الضاحي» ولد خلفان بن تميم، معظم دول العالم وأذهلهم جميعاً، تلك التي أرسلت أبناءها بقصد أو «غير قصد»، حين قام (الموساد) بتجنيد ما يقارب الثلاثين شخصاً من أكثر من عشر دول غربية لاغتيال أحد القياديين الفلسطينيين في أحد فنادق دبي قبل ثلاثة أعوام، وكشف خيوط (القصة) وتم كشفهم أمام العالم لتقديمهم ليد العدالة. وفي العام 2008م وفي ظرف 24 ساعة فقط، كشف ملابسات جريمة قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، عن طريق مُجرم عربي أتى إلى دبي ليفعل فعلته وينفِّذها بتحريض وتوجيه من رجل أعمال شهير كان على علاقة مع الفنانة الراحلة، والاثنان معاً يقبعان الآن في السجن المؤبَّد! وهذا «قليل» من كثيرِ ضاحي خلفان الذي لم يُعلَن لدواعي ما تتطلّبه مصلحة الإمارات. أما على مستوى أفكاره وآرائه التي تركت أصداءً واسعة من محيط العرب إلى خليجهم، هو هجومه «الشرس» على ما حلّ بالأُمّة العربية من «ويلات» ثوراتهم التي سمّوها بالربيع العربي والتي نصّبت (الإخوان المسلمين) على قمّة الهرم في تلك الدول، ووصفهم بأنهم سيفسدون الحياة العامة، وسيكونون «وبالاً» على شعوبهم بأفكارهم وعلاقاتهم (المشبوهة)، وسيؤخِّرون دولهم عشرات السنين إلى الوراء. وقال بما معناه لن نتعامل مع هؤلاء (الإخونجية)، وسينكشف أمرهم عند شعوبهم عاجلاً غير آجل ليعودوا أدراجهم من حيث أتوا..! وآخر آراء هذا الرجل «الهُمام» وأطروحاته وأفكاره المدهشة، ما كشفه يوم الأحد الماضي لإحدى القنوات الفضائية.. محذِّراً فيه من وجود (خلايا إيرانية نائمة) في دول الخليج العربي تديرها «طهران»، ومؤكداً أنّ أبناء الخليج قادرون على التعامل معها والقضاء عليها، ومشدِّداً أيضاً أنّ الإمارات ودول الخليج قادرة على الرد بالمثل لإيران، وذلك بإرسال (خلايا نائمة) تنفِّذ مخططاً خليجياً في إيران يقضي مضاجعها ويهدِّد أمنها كما تفعل هي مع دول الخليج.. شكراً ضاحي خلفان، فقد أكدت أنّ في خليجنا رجالاً «أقوياء» لا يخشون في الحقِّ لومة لائم .. رجالٌ يحرسوننا ويغارون على مصالحنا، وما دام أنك وأمثالك «موجودون» فإنّ خليجنا بخير. عبدالله الكثيري [email protected]