جاء انعقاد القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في لحظة تاريخية تعيشها الأمة الإسلامية وشكل زمان القمة ومكان انعقادها دلالة مهمة سعى من خلالها خادم الحرمين الشريفين بحكمته المعتادة على وضع زعماء وقادة الدول الإسلامية في جو إيماني مفعم بالخشوع يستحضر معه الشعور بالمسؤولية تجاه ما تمر به الأمة من أزمات تعصف بها وأخطار تتهددها. إن الريادة التي تضطلع بها المملكة والمكانة الكبيرة لخادم الحرمين الشريفين على المستوى العربي والإسلامي والدولي جعل منه رجل المواقف وصاحب المبادرات التي يشار إليها بالبنان خدمة للإسلام وللإنسانية بشكل عام، وفي هذا السياق جاءت المبادرة التي أعلنها في مؤتمر مكة في العشر الأواخر ما بين 26- 27 من شهر رمضان الكريم بالدعوة لإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية ويكون مقره الرياض حيث لاقت الترحيب والإشادة من جميع القادة والزعماء وكذلك العلماء والمفكرين ورجال السياسة في العالم الإسلامي كونها أتت في خضم حالة التفكك والتشرذم والضعف وطغيان الخطاب الطائفي والمذهبي في المشهد الإسلامي واستشعاراً منه بضرورة مواجهة التحديات التي تفرضها تلك الظروف ومعالجة الخلافات الإسلامية في إطار من التشاور والتوافق على إيجاد فهم مشترك للقضايا الملحة وسعياً للتوصل للحلول التي من شأنها تعزيز التضامن الإسلامي والنهوض بواقع الأمة. وتأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في سياق مبادرته التي لاقت تجاوباً دولياً مشهوداً وتبنتها منظمة الأممالمتحدة وهي دعوته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والتي شكلت مشروعاً إنسانياً يسعى لتعزيز المشترك الإنساني وتشجيع ثقافة قبول الآخر والعمل على إشاعة السلام في ظل التعايش والحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة وبالتالي فقد توجت الدعوة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية خطوته المباركة بعقد مؤتمر القمة الإسلامي في رحاب مكةالمكرمة وكرست بنفس الوقت قناعته الثابتة بالحوار ودوره في التئام الأمة والتقريب بين الاختلافات التي تسيطر على واقعها وبما يؤدي إلى تشكيل القناعات المشتركة وتنسيق الجهود وتكاملها خدمة للإسلام والمسلمين. إن اجتماع قادة الأمة في رحاب مكةالمكرمة وبضيافة ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الحريص دوماً وأبداً على جمع شمل الأمة وتوحيد كلمتها وخدمة قضاياها سوف يشكل دفعاً قوياً للتضامن الإسلامي ويعزز وشائج الأخوة ويساهم في إيجاد الحلول للمشاكل والمآسي التي تعيشها الأمة فهنيئاً لنا بقائدنا وهنيئاً للأمة برجلها الذي نذر نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين.