تصاعدت المخاوف بالسوق المحلية جراء تنامي ألعاب الأطفال المغشوشة التي تُعرض في الأسواق بأسعار تُحدد إلى حد كبير الجيد والرديء منها، ودعا مختصون إلى ضرورة توخي الحذر في ظل تفشي المقلد والمغشوش لهذا النوع من الألعاب حيث لا تكترث بعض دول المنشأ في تصنيعها لهذه المنتجات بتطبيق معايير الجودة، ويتم تصديرها بأسعار تجارية تُغري بشرائها رغم المخاطر التي تنتج عن مكوناتها.. ورغم أن الجودة لا تعني بالضرورة ارتفاع سعر المنتج إلا أنها في حالة ألعاب الأطفال تبدو مرتبطة بالسعر، بحيث يكون أكثر أمناً وسلامة، وهو الأغلى الذي تتوفر فيه معايير الجودة، لأن الرخيص والتجاري منها يحتوي على مكونات ضارة بصحة الطفل بحسب ما أكده كثير من الدراسات، وقد لا يعي بعض المستهلكين الخطر الذي يكمن في بعض تلك الألعاب وسلامة جسم الطفل ولكنهم ملزمون بالشراء تحقيقاً لرغبات أطفالهم خصوصاً مع انتهاء الموسم الدراسي، فلا بد من تقديم هدية النجاح التي يطلبها الأبناء من الآباء والأمهات مما يجعل الأب أو الأم في حيرة من أمرهما للبحث عن لعبة للطفل تكون غير ضارة بصحته وصحة من حوله. ويؤكد المهندس أحمد الدبيان مدير مختبر بأن هناك العديد من المواصفات التي تُعنى بلعب الأطفال وتتضمن الاشتراطات والاختبارات التي تم القيام بها للتأكد من مدى السلامة مثل تلك العينات وخلوها من المواد السامة أكثر من الكمية المسموح بها. وذكر أحمد العثمان أحد المهتمين بجودة ألعاب الأطفال أن هناك مختبراً مختصاً في فحص سلامة الألعاب ويوفر المختبر مستوى عالمياً من متطلبات الخدمة للحد من المخاطر التي لا تظهر للمستخدمين خصوصاً المخاطر الكامنة على الأطفال أو الأشخاص المسؤولين عنهم، حيث إن الكثير من حوادث الأطفال تأتي بسبب لعبة لم يتم فحص سلامتها والتأكد من صلاحيتها للاستخدام قبل طرحها في الأسواق. وأضاف أنه نشطت مؤخراً تحركات رسمية في وقت سابق لمحاصرة خطر تلك الألعاب، حيث وجهت وزارة التجارة خطاباً إلى مدير عام الجمارك طلبت فيه توجيه المختصين بالمنافذ الجمركية بضرورة إحالة لعب الأطفال إلى مختبرات ومكاتب الوزارة بالمنافذ الجمركية لتقوم الوزارة بإحالتها إلى الفحص المخبري للتأكد من خلوها من أي مواد كيماوية ضارة بصحة وسلامة المستهلك. وقال إن السعودية تشارك عدداً من الدول المخاوف التي من المنتجات المصنعة لألعاب الأطفال في دول شرق آسيا بما في ذلك الهند والصين وإندونيسيا وتايلاند، حيث لا يوجد بها مواصفات آمنة عكس الألعاب التي ترد من الدول الغربية التي تكون نسبة الأمان فيها عالية جداً، مؤكداً أن شركة (ماتيل) الأمريكية قد سحبت في وقت سابق 18.2 مليون لعبة للأطفال تم صنعها في الصين وأغرقت بها أسواق الولاياتالمتحدةالأمريكية والأسواق العالمية والعربية، وذلك بسبب خطرها على صحة الأطفال لاحتوائها على مواد سامة. وفي جولة ل(الجزيرة) على محلات بيع ألعاب الأطفال قال المواطن نايف العمير «أب لأربعة أطفال» إنه لا يثق بألعاب الأطفال رخيصة السعر التي تُباع في محلات أبو ريالين والمحلات غير المتخصصة، مؤكداً أن الألعاب في هذه المحلات لا تتمتع بأدنى معايير الجودة وبالتالي فهو لا يستبعد إن كان ضمن مكوناتها ما يضر بصحة أطفاله على نحو ما يسمع في تسبب بعض الألعاب بمرض السرطان. ويضيف: يجب على الجهات المعنية بالجودة ألا تسمح ببيع مثل هذه الألعاب، ويجب أن يكون للجهة الرقابية موقف حازم تجاه تداولها وبيعها. وقال: للأسف إنها توجد بكميات كبيرة في الأسواق دون رقابة في بيعها طالما أنها ليست وفقاً لمعايير الجودة. ومن جانب آخر تتضمن المواصفات القياسية السعودية ثلاث مواصفات قياسية سعودية خاصة بلُعب الأطفال والاشتراطات العامة للسلامة.. وتؤكد هيئة المواصفات والمقاييس والجودة على المنتجين اتخاذ المحاذير كافة من استخدام المواد المحظورة في صناعة لُعب الأطفال مثل نترات السيليويد أو أي مادة سريعة الاشتعال ونترات الأمونيوم وهيدركسيد اللثيوم والاسبتسوس والمواد المشعة وادي ايثيل هكسيل فتالات.