أكد العقيد رياض الأسعد مؤسس «الجيش السوري الحر» أن جيشه لن يتحول مطلقاً إلى مليشيات مسلحة تعمل على نشر الفوضى والعنف في ربوع البلاد في «أعقاب سقوط نظام بشار الأسد». وقال الأسعد أمس الخميس: «الجيش السوري الحر جزء من الشعب السوري، والأخير معتدل بطبيعته، ويرفض العنف والتطرف؛ لذا فإن الحديث عن تحولنا لمليشيات مسلحة متشددة أو غير ذلك أمر غير واقعي». وأضاف: «نحن القيادة نضمن ذلك. سيكون الجيش الحر نواة لبناء جيش وطني يستوعب جميع أبناء سوريا دون استثناء أو تمييز». ميدانياً, شهدت أحياء في دمشق ومدن سورية عدة أمس الخميس اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة, في حين بدأت فرنسا بمساعدة «المناطق المحررة»، وتدرس تقديم مدفعية ثقيلة لحماية هذه المناطق من هجمات الحكومة. وقُتل منذ فجر أمس أكثر من 52 شخصاً في أعمال عنف متفرقة في سوريا، غداة يوم دام جديد قُتل فيه 176 شخصاً، بينهم نحو 40 في حلب وحدها. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن اشتباكات دارت صباح أمس بين القوات النظامية والقوى المعارضة المسلحة في حي القدم في جنوب العاصمة. مشيراً كذلك إلى تعرض حيي القدم والعسالي للقصف فجر أمس. وفي وقت سابق أعلن المرصد أن «اشتباكات عنيفة» دارت بين القوات النظامية والقوى المعارضة المسلحة عند حاجز للقوات النظامية بالقرب من إحدى بوابات مقام السيدة زينب بريف دمشق». وفي حمص (وسط) أعلن المرصد أن «اشتباكات عنيفة» تدور في بلدة قلعة الحص، فيما قُتل وجُرح نحو 20 من القوات النظامية إثر إطلاق رصاص كثيف من قِبل مقاتلين مناهضين للنظام على شاحنة عسكرية كانت تقلهم على طريق السد شمال مدينة الرستن. وتواصل منذ صباح أمس القوات النظامية قصف مدن وقرى وأحياء في حماة ودرعا ودير الزور وحلب وإدلب وحمص. وفيما يخص اللاجئين الفارين من بلادهم أكد رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة أمس الخميس أن أعداد اللاجئين السوريين في المملكة، التي فر إليها قرابة 200 ألف سوري هرباً من العنف في بلدهم، باتت تتجاوز قدراتها. وقال الطراونة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس إن «أعداد هؤلاء تجاوزت قدراتنا، وقد تجاوزت حتى توقعاتنا، ونتوقع لجوء المزيد مع تدهور الأوضاع في سوريا وخصوصاً في جنوبها». وفي تركيا, قال وزير المالية التركي محمد شيمشك إن بلاده أنفقت نحو 500 مليون ليرة (275 مليون دولار) لتوفير الغذاء والمأوى للاجئين السوريين. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء إن عدد اللاجئين السوريين في تركيا قد يصل الى 200 ألف مع تصاعد الصراع في سوريا. ويشمل الرقم أكثر من 74 ألف لاجئ سوري مسجلين بالفعل في تركيا، التي تنشئ ما لا يقل عن خمسة مخيمات جديدة، إضافة إلى التسعة القائمة. من جهة أخرى, قال مصدر دبلوماسي مساء الأربعاء إن فرنسا بدأت مساعدة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا؛ حتى تستطيع هذه «المناطق المحررة» إدارة نفسها بنفسها، وإن فرنسا تدرس تقديم مدفعية ثقيلة لحماية هذه المناطق من هجمات الحكومة. وقال المصدر إن فرنسا، التي وعدت في الأسبوع الماضي بخمسة ملايين يورو (6.25 مليون دولار) إضافية لمساعدة السوريين، بدأت في تقديم المساعدة والمال يوم الجمعة إلى خمس سلطات محلية في ثلاث محافظات، هي دير الزور وحلب وإدلب. ويعيش نحو 700 ألف شخص في هذه المناطق. ولمح المصدر إلى أنه ربما حدث تحوُّل في تفكير باريس حول تقديم الأسلحة للمعارضة. وقال المصدر: «ليس الأمر سهلاً, حدث نقل لأسلحة انتهى بها الحال في مناطق مختلفة مثل الساحل؛ لذلك فإن كل هذا يعني أننا نحتاج للعمل بشكل جاد وبناء علاقة ثقة؛ لتتضح الرؤية؛ حتى يتسنى حينئذ اتخاذ قرار نهائي, يحتاج هذا إلى وقت». بدوره, حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس دول الغرب على «إعادة تقييم» موقفها بشأن سوريا، وضمان سلامة قيادتها الحالية في أي عملية انتقال للسلطة. وتساءل بوتين في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» التلفزيونية: «لماذا يتعين على روسيا وحدها أن تعمد إلى إعادة تقييم موقفها؟ ربما يتعين على شركائنا في المفاوضات أن يعيدوا تقييم موقفهم». مضيفاً بأنه يتوجب على الأطراف «ضمان أمن جميع المشاركين في العملية السياسية المحلية».