أمراض الأنف والأذن والحنجرة متعددة، وتمثّل مشكلات كثيرة عند المصابين بها، حيث تتنوَّع تلك الأمراض ما بين تضخم في اللحميات أو التهابات الجيوب الأنفية أو مشكلات بالسمع.. والقائمة في هذا الإطار طويلة جداً. وفي هذا الحوار سنلقي الضوء على مشاكل تضخم اللحمية وكذلك التهابات الجيوب الأنفية والطرق العلاجية المختلفة مع نخبة من استشاريي مجموعة د. سليمان الحبيب، وهم الدكتور أحمد العرفج، الدكتور أحمد العمار، الأستاذ الدكتور سراج زقزوق, الدكتور محمد رامز، الدكتورة منال بخاري، والدكتور هشام توفيق. نبدأ بالحديث عن اللحمية وهي عبارة عن تجمع للأنسجة اللمفاوية وتقع في البلعوم الأنفي، ولا يشكل وجود اللحمية بحجمها الطبيعي أي مشكلة لكثير من الأطفال، غير أنه في حال تضخم نسيج اللحمية فإنه يترتب على ذلك مشاكل في التنفس تحديداً. ويؤدي تضخم اللحمية إلى انسداد فتحات قناتي استاكيوس بالبلعوم الأنفي مما قد يسبب وجود ترشيح مائي خلف طبلتي الأذنين عند الأطفال وبالتالي يؤثِّر سلباً على السمع. تؤثّر على المظهر العام للوجه إضافة إلى ذلك يترتب على انسداد الأنف والتنفس عن طريق الفم بشكل مزمن بروز الأسنان الأمامية إلى الخارج والتهابات اللثة وكثرة التسوس، أيضاً من مشاكل التنفس عن طريق الفم أنه قد يؤدي إلى عدم اتساع الجيوب الأنفية بشكل كافٍ وهذا قد يؤثّر على المظهر العام للوجه. تكرار الاختناقات أثناء النوم وقد يترتب على عدم الاستغراق في النوم وكثرة الحركة عند بعض الأطفال ضعف في تركيز هرمون النمو وهذا قد يؤثّر على نمو الطفل بشكل عام، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يتسبب تضخم حجم اللحمية في تكرار الاختناقات أثناء النوم، وحدوث مثل هذه الاختناقات له من الأثر السلبي الكبير على صحة الطفل، حيث إن الاختناق المتكرر قد يترتب عليه ارتفاع في الضغط الشرياني للرئة ومن ثم تضخم في عضلة القلب وهي من الأشياء النادرة الحدوث للأطفال بسبب تضخم اللحمية. وقد تكون سبباً في التبول الليلي اللا إرادي وضعف التركيز. التدخل الجراحي نتائجه ممتازة ويعد التدخل الجراحي لاستئصال اللحمية هو الخيار الأفضل في مثل تلك الحالات حتى يتجنب الطفل حدوث هذه المضاعفات التي من الممكن أن تؤثِّر على حياته ونشاطه في المستقبل، حيث إن استئصال اللحمية من العمليات البسيطة جداً وتجرى تحت التخدير العام، ونتائج الاستئصال عند من هم بحاجة إليه تعتبر ممتازة جداً، حيث يستقر التنفس عند الطفل وينعم بنوم هادئ ويتم تجاوز إمكانية حدوث المضاعفات مستقبلاً. طرق متنوّعة وهناك طريقتان لاستئصال اللحمية عند الأطفال الأولى وتعرف بالتجريف الجراحي (الكحت) يتم فيها استئصال اللحمية بشكل جيد. والطريقة الأخرى هي استخدام جهاز الشفط الحراري لإزالة اللحمية (Suction cautery) وتتميز تلك الطريقة بسرعة إجراء العملية وتقليل الوقت الذي يحتاجه المريض داخل غرفة العمليات مما يقلّل بالتالي من فترة التخدير، إضافة إلى ذلك فإنه يجنب المريض حدوث نزيف مثل ما يحدث في العمليات التي يستخدم فيها الكحت. وقت أقل تتم تلك الطريقة من خلال كي المنطقة التي يوجد بها اللحمية بحيث لا تنمو مرة أخرى، ويعود الطفل في اليوم نفسه إلى منزله فهي تتميّز عن الطريقة الأولى بقلة الوقت وعدم وجود نزيف إضافة إلى عدم خضوع الطفل لوقت أطول في غرفة العمليات وتحت تأثير التخدير. تجنب العدوى والمضاعفات كما أن جهاز الشفط الحراري يتم استخدامه مرة واحدة فقط ولا يتطلب تعقيماً أو تطهيراً وهذا الأمر يقضي تماماً على إمكانية حدوث عدوى أو الإصابة بالتهابات أوبكتيريا مكان إجراء الجراحة. التهاب الجيوب الأنفية ننتقل بالحديث لالتهاب الجيوب الأنفية الذي يعد من الأمراض الشائعة جداً وانسداد فتحات الجيوب هي السبب الرئيسي للالتهاب، وأعراض الالتهاب الحاد هي عادة: صداع، آلام في الوجه تتركز في منطقة الجيوب المصابة كما يزداد الألم مع حركة الرأس ويكون مصحوباً أيضاً بارتفاع في الحرارة وإفرازات صديدية من الأنف وخلف الحلق؛ مما يسبب احتقاناً في الحلق وسعالاً بسيطاً أحياناً. فحص الأنف بدقة تشخيص التهاب الأنف والجيوب الأنفية المزمن يعتمد على الشكوى والفحص السريري. واستعمال المنظار في الكشف يساعد كثيراً في فحص الأنف بدقة ابتداءً من مقدمة الأنف وحتى نهايته في البلعوم الأنفي. وعلاج التهاب الأنف والجيوب الأنفية المزمن يعتمد على التشخيص السليم ومعرفة الأسباب ومعالجتها وعادة ما نستعمل بخاخ الكورتيزون الأنفي، وقد يُضاف إلى ذلك مضادات الحساسية إذا كان للحساسية دور في الالتهاب. طرق العلاج كما يمكن علاج هذا الالتهاب بالتنظيف المستمر للأنف بالماء الفاتر النظيف واستخدام بخاخ للأنف أو قطرات لإزالة الانسداد، إضافة إلى المسكنات والمضاد الحيوي المناسب (يجب استخدام المضاد على الأقل لمدة أسبوع بعد زوال أعراض الالتهاب)، أخذ قسط من الراحة إذا كان المريض محموماً وغير مرتاح، تجنب الأجواء المليئة بالدخان، وتجنب التعرض الطويل للغبار والمواد المهيجة، عدم التمخط بشدة أثناء الإصابة بالزكام؛ لأن هذا يمكن أن يدفع العدوى باتجاه الجيوب. التدخل الجراحي في الحالات المتقدمة وفي حال استمرت أعراض الالتهاب لمدة تزيد على ستة أسابيع دون علاج أو عدم استجابته للعلاج يمكن اعتبار الالتهاب في هذه الحال مزمناً. ويتميّز التهاب الجيوب المزمن بأعراضه المتواصلة التي تعتبر نوعاً ما مشابهاً لأعراض الالتهاب الحاد ولكن أخف شدة. وعادة ما يحتاج الالتهاب المزمن إلى وقت أطول في العلاج، وفي الحالات المتقدمة قد يحتاج إلى تدخل جراحي لفتح الجيوب وتنظيفها. المناظير في العمليات وقد أصبحت عمليات الأنف والجيوب الأنفية تتم الآن بالمنظار ومن المهم التنويه هنا بأن المناظير هي عمليات جراحية عادة ما تتم تحت مخدر كلي، وميزتها أنها تصل لغايتها بدون الحاجة للتعرض لأغشية أخرى. ويمكن للمريض الخروج من المستشفى في نفس اليوم حسب مقدار التدخل الجراحي.