تعد هذه الماجستير بمثابة التخصص «المنقذ» لأولئك الذين يحاولون إنقاذ مستقبلهم الوظيفي وذلك عبر تغيير نطاق التخصص إلى تخصص آخر. في عامود كتبته برفسورة إسبانية لصحيفة الإندبندنت, أوضحت سيليا أنكا من جامعة الأعمال الشهيرة (IE) الأسباب التي تجعل كليات الأعمال توافق على إضافة منهج المالية الإسلامية إلى المقررات المعتمدة لطلاب ماجستير إدارة الأعمال (MBA). هذه الأسباب باختصار هي مايلي: 1- الفهم المتعمق للمالية الإسلامية سيجعل حملة هذه الماجستير يساهمون في صياغة نظام مالي جديد. فهناك مثل يقول :»ليس أفضل من حدوث أزمة مالية لتعيد النظر في الخيارات المطروحة وتبحث عن بدائل جديدة. فهذه الصناعة كانت أقل تأثراً بالأزمة المالية العالمية لتجيعها الاستثمارات القائمة على الأصول. 2- تفرض أسواق المال الإسلامية وجود ماجستير تجمع بين المعرفة المالية المتينة وكذلك الإسلامية منها. وماجستير إدارة الأعمال يمكن أن تملأ هذا الفراغ.. حيث تغيرت قواعد هذه الصناعة مع دخول البنوك الأجنبية الكبرى من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.. وعليه فهذه البنوك تحتاج لمواهب عالمية من أجل المساهمة في دفع عجلة النمو للمالية الإسلامية. فطلاب إدارة الأعمال قد مروا بتدريب شديد في الأمور المالية وعليه من السهولة لهم بمكان نقل تلك المعرفة لقطاع المالية الإسلامية. 3- آفاق النمو لهذه الصناعة هائلة. يكفي أن نعرف أن نسبة النمو السنوية هي 20% بالرغم من أن هذا القطاع يمثل 2% من صناعة الصيرفة العالمية.. وبحسب إحصائيات رسمية فإن مانسبته 14% من أجمالي 1.6 مليار مسلم يستخدمون المصرفية التقليدية مقارنة مع 92% من سكان أمريكا و95% من سكان بريطانيا الذين يستخدمون المصرفية التقليدية.. حيث تلمح الكاتبة هنا أن مع البرامج التثقيفية فإن هؤلاء السكان يجدون المالية الإسلامية خياراً مثيراً يمكن اعتباره. يذكر أن جامعة الملك عبدالعزيز قد دخلت في شراكة مع جامعة الأعمال الشهيرة (IE) لتأسيس المركز السعودي – الإسباني للاقتصاد والتمويل الإسلامي. ولعبت البرفسورة سيليا, التي تتحدث العربية, دوراً في تثقيف المجتمع الآكاديمي والمصرفي في إسبانيا وبريطانيا حول المالية الإسلامية.. حيث ظهرت في مقابلات تلفازية مع شبكة (CNBC) وصحفية مثل الفايناشال تايمز. هذا الاهتمام الغربي بالصيرفة الإسلامية لم يكن وليد الصدفة.. ولاسيما عندما نعلم أن جامعة Rice University كانت من أوائل الجامعات الأمريكية التي أولت هذا التخصص الوليد اهتمامها، عندما أعلنت في 2004 أنه قد تم اختيار أستاذ الاقتصاد والإحصاء في الجامعة، محمود الجمل، ليعمل كأول أستاذ مقيم في مجال التمويل الإسلامي. ولا يزال عدد الكليات التي تطرح برامج أكاديمية للتمويل الإسلامي قليلة نسبياً.. غير أن الخبراء يقولون إنه لابد من أن يعرف طلبة إدارة الأعمال، على الأقل، شيئاً عن هذه الصناعة المتوسعة.. وتتميز جامعة هارفارد عن الجامعات الأخرى بكونها الرائدة في مجال بحوث التمويل الإسلامي منذ فترة من الزمن، حيث أطلقت تلك الجامعة عام 1995 برنامج التمويل الإسلامي الذي يضم مجموعة من الباحثين تدرس وتحلل نمو التمويل الإسلامي. ويجمع البرنامج أعضاء في هيئة التدريس، وطلاباً من كليات الحقوق. ويستطيع الطلاب من ذوي مثل هذه الاهتمامات في كلية هارفارد للأعمال Harvard Business School الاستفادة من ندوات تعقد حول الموضوع فضلاً عن مشاركتهم في اختيار أوراق العمل التي يتم نشرها بعد تقديمها من خلال مؤتمرات يعقدها برنامج التمويل الإسلامي بصورة منتظمة.. ومع ذلك، فإن جامعة هارفارد لا تزال دون برنامج دراسي حقيقي للتمويل الإسلامي.