اختتم حلقات: مسلسل عمر, وملحمة عمر بن الخطاب. وأنا متأكد أن المخرج لا يريد للمسلسل أن يكون سرديا أو تسجيليا إنما أراد الترميز للحاضر بخلاف ما كان يطرحه الرئيس العراقي السابق صدام حسين أيام الحرب العراقية الإيرانية وأعمال - قادسية صدام- أراد المخرج والمؤلف وإدارة الإنتاج رسم صورة لخليفة كسر طوق ثلاث إمبراطوريات استعمارية:فارس في إيران، وروما في الشام والحبشة في شرق إفريقيا. شكلت الخريطة السياسية التي كان الفضل لله ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسمها -شكلت- النواة الأصيلة لقيام الدولة الإسلامية والخلافة التي عاشت حتى الربع الأول من القرن العشرين الميلادي, وحتى بعد أن تفككت الخلافة الإسلامية وتحولت رمزيا إلى منظمة العالم الإسلامي التي أسسها الملك فيصل يرحمه الله في الستينات الميلادية من القرن العشرين حيث أصبحت ومازالت قوى كبرى بتعداد دولها (57) دولة وتعدد سكانها اللذين تجاوزوا المليار والنصف ومواقعها الجغرافية التي تمسك بمفاصل العالم الاقتصادي وممراته المائية وقلب العالم الحديث تغطي أكبر القارات: أسيا وإفريقيا وأجزاء من أوروبا. هذا هو عمر بن الخطاب التي حملت عليه الأحقاد والضغائن إمبراطوريات كانت مطبقة على أنفاس وروح الجزيرة العربية لحقب وأزمنة تاريخية طويلة حتى جاء الإسلام وفك هذا الاحتباس وأذاب سوار أهم الإمبراطوريات الاستعمارية في الشرق بالعالم القديم فارس وروما ودول الشمال الإفريقي لذا جاءت بعض القراءات لتنتقص من قدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأسباب دينية وعرقية لهذا القائد الذي فتح الباب أمام الفتوحات ونشر الإسلام والثقافة العربية إلى بلاد السند والعجم والروم في أقاصي بلاد الجبال في القارة الهندية وتخوم أوروبا الجنوبية في أعالي مساقط مياه الأنهر في النمسا وبلغاريا والمجر ويوغسلافيا وبلغراد والبوسنة والهرسك والبانيا, أوائل القرن العشرين قبل حوالي (90) سنة فقط قبل أن تنكفئ الدولة العثمانية ويتم الإعلان عن نهاية الدولة العثمانية وقيام تركيا الحديثة عام 1923م. لذا أعتقد أن مؤلف العمل والمخرج والمنتج على وعي تام لهذه الرمزية، وقد نفذ العمل ضمن أجواء الربيع العربي والأحداث الدائرة في سورية والصراع المذهبي في العالم الإسلامي.