لقد أصبحت جامعتنا المباركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من الجامعات المرموقة على مستوى العالم، وذلك لما جمعته من العلوم الدينية والدنيوية، فصارت يُشار إليها بالبنان، وتخطى صيتها حدود الوطن فأصبحت من منارات العلم الشرعي في العالم، حيث عملت - وما زالت تعمل - على نشر العلم الشرعي الموثوق، المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتعمل على إرساء قواعد الوسطية، ونشر أخلاق القرآن ومبادئ المحبة والسلام، وقد كان من ثمار دعوتها المباركة أن صار الكثير من خريجيها يتبؤون مناصب مرموقة داخل هذه البلاد المباركة ويعملون من خلالها على خدمة هذا الدين. ولا شك أن قائد سفينة هذه الجامعة معالي الشيخ سليمان بن عبد الله أبا الخيل، له دور كبير في تطور هذه الجامعة، ونهضتها الحالية، وذلك بإخلاصه، وتوجيهاته، وعمله الدؤوب ليلاً ونهاراً من أجل هذه الجامعة الكبرى، والذي حملني على كتابة هذا المقال أنني زرت الجامعة مؤخراً فإذا هي تعج بالحركة والنشاط في كل مكان، سألت عن المدير فأخبرت أنه في بعض الأيام بعد الظهر يستقبل الطلاب والمراجعين في لقاء مفتوح، وذلك للنظر في شؤونهم وطلباتهم. حملتني الذاكرة أعواماً إلى الماضي فتذكّرت أنني في أثناء التسجيل لبرنامج نور على الدرب مع سماحة العلاَّمة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - حين زرته في عنيزة للتسجيل لبرنامج (نور على الدرب) فطلب مني مرافقته إلى مبنى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم لإلقاء محاضرة عن الشباب، استجبت لطلبه - رحمه الله - وذهبت معه، وكان في استقبالنا وقتها الشيخ سليمان أبا الخيل عميد القبول وشؤون الطلاب آنذاك وكان من المقرّبين لسماحة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ومن محبيه، وكان سماحة الشيخ - رحمه الله- فرحاً مسروراً لأهمية المحاضرة وبعد انتهاء المحاضرة ودعنا الشيخ سليمان، وعدنا إلى منزل سماحة الشيخ ابن عثيمين، لإكمال التسجيل، فأسرّ لي الشيخ ابن عثيمين في حديث خاص عن شدة سروره من إخلاص الشيخ سليمان لدينه، ولوطنه، ولولاة الأمر في بلادنا ولطلابه، وأثنى خيراً كثيراً على جهود الشيخ سليمان في نشر العلم، وتبليغه للناس عن طريق هذه الجامعة. أقول: ليس بعد ثناء الشيخ ابن عثيمين على الشيخ سليمان كلام، فالشيخ سليمان قد وضع له القبول في الأرض، وذلك لإخلاصه، وبذله للجهد دون كلل أو ملل في خدمة الدين، وفي خدمة الوطن، وخدمة العلم الشرعي وأهله، مع الإخلاص لولاة الأمر وهذا - بفضل الله - من أسباب نهضة ورفعة هذه الجامعة العظيمة. وفَّق الله معالي الشيخ سليمان لما يحبه ويرضاه.