للحياة محطات راحة واسترخاء، الطعام غذاء الجسد والفاكهة لها دورها اللذيذ، والصلاة لها الجلسة بين السجدتين ودعاء المسلم استرخاء روحي، وساعات العمل المتواصلة يفصلها فسحة راحة وإمتاع، وفسحة الأصحاب، فاصل مريح، واسترجاع صحي، ومتعة الصحبة لذة وراحة،،، ومازالت فسحة وفاكهة تلك المجالس التي تتضارب به الأفكار وتتسابق إليها الأمنيات وتستمتع معها بالذكريات وتتبادل معها بالخبرات وتقطف زهور محبتها لتبذرها في ساحة القلب فتشعر إن الدنيا مليئة بالورود والأفراح،،، فاكهة تفصل بين متاعب العمل ؛ هي بنظرة بهمسة حتى وإن دار الحديث بين الأرواح بنظرات متبادلة تلك هي فسحة وفاكهة نتحلى بها.وأن كثر الضغوط واكتظت الأعمال تهون وتهنأ حينما أراها واستمتع بابتسامتها، اشعر إن المدرسة لا طعم لها ان غابت عنها. كنت أحب عملي واستمتع بالعطاء رغم إن المطالب تزداد، وزاد حبي واشتياقي عندما جاءت إلينا وعندما تعاهد قلبينا على الحب والوفاء، أصبح للعمل لونا آخر ومذاقا آخر. استأنس بحديثها وقت رأيتها وأستمتع بصوتها إن وجدتها، واشتاق إليها إن غبت عنها. لست أدري لم الحنين يداعبني ويذكرني بها حتى حلّ ذات يوم خبر لست واهمة أبدا وإن كانت نفسي تغيب الحقيقة عني لكني أذكر وأذكره جيدا عبارة الطبيب حينما كشف لي حقيقة مرضي لم أستسلم لليأس أبدا لأنها لا تضيق والله ربي..، فكرمه لا تحده جدران اليأس أبدا سبحانه. تلقتني بكل الحب الذي لون الأمل بأرقى حالاته وكشف عباب الضيق فمارست معي معركة الألم وشربت معي كأس الوجع وكأنها تقلل علي الجرعات وتهوّن علي السقيمات فكانت بلسما رائق وغيمة مطر سائحة، رذاذ يلطف أيما تلطيف ويهون أيما تهوين،والله عز وجل جعل مع العسر يسرين وقد منّ علي بهذه الصحبة المباركة فتطايرت شظايا الألم بمؤازرتها، وسؤالها ومتابعتها ألم يقولوا ؛ الموت مع الجماعة رحمة ماذا لو كنت أعاني وحدي، ماذا لو كنت أتفرس في وجه الألم وحدي، ماذا لو ما كانت تشاطرني تلك الثواني التي قطفت بهجتي بأيام عمري وألقتها قتيلا لا حراك له ماذا سيكون حالي أووه... الحمدلله وكفى. في صباح اليوم التالي كعادتي أتسابق مع الزمن لأحط حمولتي واشتق الأمل في أبهى الحلل، لأمنح طالباتي علما احتسب أجره، انتهت حصصي الثلاثة لهذا اليوم وكنت أجد الأمر رائعا عندما ينتهي دوامي مبكرا في يوم من أيام الأسبوع, فيمنحني تلك الفرصة الذهبية لتجديد علاقتي بها، ويمدني بساعات من الصفاء تعيد لي ذكريات أيامي التي كنت أمتلك فيها نفسي قبل الخوض في تذكر ما يجب فعله من مهام. اجتاحني الاشتياق إليها كونها اليوم غائبة فحاولت تلمس بعض من كلماتها الرائعة ؛ ترطب فؤادي المتلهف فخطرت على بالي فكرة أناقشها عن بعد على الرغم من خوفي عليها إذ لم أحاكيها بما أعاني في هذا اليوم مخافة أن تقلق. فأرسلت لها بخاطرة قطفتها من بستان شوقي ؛ يطري الحياة الكلمات العذبة وكلنا نبحث عن الراحة ونشتاق للعذوبة، نحن ونتمنى هطول الحب والتسامح بصدق ووضوح، ونحن نملك أن نفعل ذلك إذا أردنا ذلك، لكن الكثير منا لا يفعل لماذا؟ وردت صحيح يا أمل ولو أن كل واحد منا طرز حياة من حوله بكلمات حب وود لأصبح للحياة طعما آخر. كنت دوما أفتح لها حيزا في تفكيري سواء أكانت أمامي أم غائبة عني. تقابلني كل يوم بترحاب جديد وبسمة لا تفارق ثغرها وقتما أقابلها لتحتضني وعينيها تحاكي خاطري الذي يتأملها، ويدور حوار صامت يغطيها فرحة اللقاء. ما أجمل أن تفيق كل صباح وتتهيأ وتعلم أن هناك من يشتاق إلى رؤيتك ويسر بوجودك. تلك ديدنها معي كل صباح، ثم ينتشلنا العمل فنخوض في دائرته وما أن تحين فرصة لرؤيتها حينئذ حتى استمد طاقة تنعش قلبي وتفرح وجداني. حادثتها يوما: أسماء ماذا لو ابتعدنا عن..! وعلى الفور قاطعتني مزمجرة: لا تقول هذا لا لا استأت جدا من فكرتي التي قد تحدث يوما لان هذه الدنيا دار ارتحال ودار ابتلاء. أردفت بدعاء عميق ويدي تربت على كتفها فشعت ابتسامتها الرقيقة وهدأت.