الملاحة في الفراغ.. هذا هو حال إسرائيل - نتنياهو، والنظام العلوي في دمشق، ونظام ولاية الفقيه في قم وطهران. (محمد رضا نقدي) رئيس منظمة «الباسيج» العسكرية، التابعة للمرشد الإيراني، يُهدد العالم كله، دأب كل ملالي طهرانودمشق، فيقول: «التحوّلات في المنطقة (يقصد أحداث سورية) فرصة ذهبية لتحرير البشرية من سلطة الطاغوت. وهذا الأمر يجعل واجبنا ثقيلاً جداً. لكن إذا استطعنا الاستفادة من الإمكانات العظيمة التي تمتلكها «الباسيج»، فسنتمكن من فتح العالم».. وزير الخارجية الإيراني يُنبّه العالم، والغرب بشكل خاص، إلى أن سقوط النظام العلوي في دمشق سيؤدي إلى دمار المجتمع السوري، وتمدد هذا الدمار إلى المنطقة.. ملالي طهران يحذرون الأمريكيين من أفغنة سورية، مع ما يعني ذلك من اقتتال طائفي وعرقي يستمر لسنوات طويلة شاملاً المنطقة بكاملها، التي يعرفون أن السياسة الأمريكية تقوم فيها على استمرار تدفق النفط والحفاظ على أمن إسرائيل. يصف ملالي طهران الوضع في سورية بأنه زلزال جيوسياسي، سيحولها مرتعا لحروب بالوكالة ومقصداً لتنظيم «القاعدة»، مُشيرين إلى أن عناصر هذا التنظيم عندما دخلوا إلى العراق لم يستأذنوا العراقيين ولا الأمريكيين. لافتين الأنظار إلى أن تنظيم «القاعدة» سيتمركز عند حدود إسرائيل، بحكم أن «العصابات الإرهابية» العاملة على الأرض السورية حالياً، تعتبر نفسها عدوا عنيداً لإسرائيل ولإيران. إسرائيل التي لا زالت تُمارس أقصى درجات الضغط على واشنطن كي تمتنع عن الإنخراط العسكري في الحرب الدائرة في سورية، لأنها لا تستطيع تأمين النصر لمتمردين متناقضين ومتنوعين وغير معروفين لدى الاستخبارات الأمريكية، ولا الإسرائيلية. المعروف أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كافة تصف الثوار السوريين ب»المتمردين على نظام الأسد». وتبث إسرائيل الرعب لدى الرأي العام الأمريكي من مغبة التدخل العسكري الأمريكي، لأن في سورية اليوم حرب متمردين أهلية مذهبية لا ثورة شعبية، ستراق فيها دماء كثيرة، وهوأمر لا تستطيع الولاياتالمتحدة تحمّله. بل ذهبت إسرائيل، ومن ورائها ملالي طهران، الذين ينشطون في الدوائر المؤثرة في واشنطن، إلى أن الخوف الآن، الذي لا توليه واشنطن والعواصم الغربية الأخرى الاهتمام الكافي، يتلخص بوصول ما أسمته «متمردين متشددين إسلاميين سنيين» إلى حكم سورية حال سقوط نظام الأسد، ما يعني تحويل جبهة الجولان جبهة حرب إقليمية، لا أحد يعرف آمادها. نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني إيالون، رسم سيناريوها مخيفاً مُفجعاً لسورية ما بعد الأسد، متوقعاً نشوء أقاليم أربعة في سورية. لكن المسؤول الإسرائيلي أبدى تفاؤله إلى حد ما، من الوضع السوري، فأكد بأن «القاعدة الأساسية للجيش السوري لا تزال موالية للأسد»، وأن «الأسد لا يزال في دمشق، وكذلك معظم عائلته، ويصعب الإجابة عن السؤال: إلى متى سيبقى هناك». وطمأن الميجر جنرال احتياط (يسرائيل زيف)، الإيرانيين، بأن إسرائيل لن تشن حرباً ضد القواعد النووية الإيرانية، لأن مثل هذه الحرب لن تكون في مصلحة إسرائيل، على المديين القصير والبعيد، على حد سواء. (إسفيندار رحيم مشائي) زوج ابنة محمود أحمدي نجاد، ومدير مكتبه ومستشاره الخاص، يُعلن على رؤوس الأشهاد، قائلاً: «الشعب الإسرائيلي صديق للشعب الإيراني.. يجب اعتماد مدرسة الإسلام الإيراني، التي تمزج بين عناصر القومية الفارسية والتعاليم الشيعية.. إن الرسول محمد إيراني الأصل». [email protected] فيينا