الجامعات تمثِّل صورة مضيئة لمعالم النهضة في بلادنا من خلال دورها التنموي الفاعل في صروح عملاقة تسهم بفعالية في مسيرة التنمية الوطنيّة وتظل الجامعات ورسالتها في المجتمع من أكثر الموضوعات طرحًا ومناقشةً وتسعى الدول المتقدمة إلى تطوير أنظمة جامعاتها ومراكزها البحثية لرؤية جودتها ومدى ملاءمتها لهذا العصر ومتطلباتها ودعم التَّعليم وإصلاحه ولذلك حققت نموًا وتطوّرًا علميًّا واقتصاديًّا ملحوظًا. ولا شكَّ أن تطوير نظم الجامعات ووضع مناهج وخطط وبرامج للجامعات على أحدث ما توصل إليه العلم من أساليب تعنى بالكيف أصبح اليوم هدفًا وغايةً. وغني عن القول من أن الجامعة لها ثلاثة أهداف رئيسة؛ أول هذه الأهداف التدريس، أما الهدف الثاني فهو البحث العلمي، والهدف الثالث خدمة المجتمع والتواصل معه والإسهام في نموه وتطوّره وذلك في إطار رؤية مستقبلية ولا بد من التوازن بين هذه الأهداف والغايات حتَّى تحتل الجامعة مكان الصدارة وتتبوأ المنزلة اللائقة بها كمركز للإبداع والإنماء العلمي والثقافي في المجتمع وإعداد رواد القلم والفكر والبحث والمعرفة وتكوين البنية التربوية والتقدم العلمي ولا يماري أحد فيما بلغته جامعاتنا اليوم من مكانة مرموقة، حيث تضم كفاءات عالية وتجمع نخبة ممتازة من أبناء هذا البلد مما يبشر بخير ويدعو إلى التفاؤل والأمل في أن يقوم التواصل بين الجامعة والمجتمع، إذ الجامعة هي المنهل الصافي وقلعة من قلاع المعرفة وقاعدة أصيلة تحظى بالثقة والتطلَّع وتخص قضايا المجتمع باهتمامها وعنايتها وتلبية حاجات البلاد بالمتخصصين تحقيقًا لرسالتها السامية. وللجامعات رسالة عظيمة.. ودور حيوي كبير في تنشيط البحث العلمي في مختلف فروعه وجوانبه ولقد أخذت بعض جامعاتنا تسير على الطريق بعزم قوي وبخطى وثابة وطموح وثاب وذلك مصدر سعادة واعتزاز وما زلنا نأمل المزيد من العطاء والإنتاج في ميادين البحث العلمي ومجالات المعرفة لتصبح هذه الجامعات منارات علم وفكر وصروح معرفة وبحث، فهي صاحبة خصائص قلّ أن تتوفر في غيرها خصوصًا بعد أن توافرت لها الإمكانات والمقومات وظروف العطاء والإنتاج والإبداع وبذلك تكون ذات إثر في بناء المجتمع ومساهمة في رفعة وعلو شأنه مما يجعلها موضع الإعجاب والاحترام وأن تعيد لهذه البلاد مكانتها العلمية المجيدة، حيث انطلقت من جوانبها أنوار الهُدى والعرفان وحفلت بمفاخرها ومآثرها الأسفار وتفجرت منها ينابيع الأدب والفكر والشعر والمعرفة. إن الجامعات هي المعين الثر والصرح العلمي الشامخ والمصدر الفكري والإشعاع الثقافي لشتّى المعطيات والفضائل الخلقية والعلمية، فهي عامل قوي لأساس حيوي في تطوير المعرفة بمعناها المتكامل. إن الكثير من الجامعات في شتّى البلدان تتفاعل مع مجتمعها وبيئتها، علمًا وبحثًا ولها دور ريادي وفاعل ومؤثِّر في مختلف جوانب المعرفة ومعالجة الكثير من المشكلات وإبداء المشورات العلمية في مختلف الأمور التَّعليمية والصحية والزراعية والاجتماعية وغير ذلك مما يحقِّق الفائدة للمجتمع، حيث إن لديها التخصصات المختلفة والكفاءات العلمية ومراكز البحث والمعلومات التي تجعلها أكثر تميزًا وتطوّرًا وتحقق متطلبات وآمال كل مواطن في أن نستعيد دورنا في بناء الحضارة الإنسانيّة بمفهومها الشامل. إن بلادنا تقطع أشواطًا في طريق الرقي والنهضة والتقدم في شتّى المجالات وتطمح من الجامعات إلى جانب إعدادها رجال الغد أمل الأمة أن تكون على صلة دائمة في متابعة ودراسة مشكلات المجتمع والمشاركة الجادة في البحث العلمي عن طريق عقد الندوات والمحاضرات وإصدار النشرات العلمية والثقافية ونشر الثقافة والوعي والمعرفة بين أفراد المجتمع بحيث تكون صروحًا شامخة ومنارات سامقة مضيئة تتفاعل مع قضايا المجتمع وتهدي إلى الخير والصلاح وتضيء جوانب الحياة ودروبها وتبعث على النشاط والطموح والعمل وتحقيق الأمل والتواصل والأهداف السامية.. وبالله التوفيق. عضو جمعية التاريخ بجامعات دول مجلس التعاون باحث في أدب الرحلات