لقد أبهجني بحق ما وجهت به وزارة الشؤون البلدية والقروية جميع الأمانات والبلديات باعتماد اللغة العربية في جميع اللوحات الإعلانية باعتماد اللغة العربية وإلزام جميع الشركات والمحال التجارية والمؤسسات باعتماد كتابة الاسم باللغة العربية في جميع لوحاتها - وبشكل بارز وواضح واللغة الأخرى اختيارية وتكون أسفل اللغة العربية- إن هذه الخطوة تستحق الثناء والتقدير، حيث تأتي في سياق الحرص على لغة القرآن الكريم - ولا غرو فإن أعظم ما تعتز به الأمة هو لغتها ودينها. واللغة في حياة الأمم تمثِّل أهم معالمها وأبرز مظاهرها واللغة العربية لغة القرآن ووعاء العلوم الإسلامية ومن الواجب صيانتها من مزاحمة اللغات الأجنبية لها، فهي تمتاز بدقة في الألفاظ وفصاحة في التراكيب، فيها البيان العذب المشرق الجميل والمعنى الرائع البديع. وفي هذا المقام لا ننكر أهمية اللغات الأجنبية وضرورة إجادتها لتكون وسيلتنا في التخاطب مع شعوب هذه اللغات لكن دون أن نفرط في الحفاظ على لغتنا العربية العريقة التي اعترفت المنظمات العالمية بها كإحدى اللغات الرئيسة العالمية وداخل اجتماعات المنظمات العالمية وهذا يزيدنا ثقة بها. فالحفاظ على العربية إحياء لمقوماتها وتبقى مسؤوليتنا بعد توجيه وزارة الشؤون البلدية والقروية لنتعاون ونساهم في تطبيق القرار وحماية اللغة وحفظها ونكون أكثر اعتزازًا بها لتبقى في ذروة أصالتها وباهر بيانها ونقائها وبما حباها الله بها من المفردات والألفاظ والتراكيب والقدرة على استيعاب المنجزات الحضارية ومواكبة العصر ومستجداته، أتمنى أن تتضافر الجهود في جميع الجهات الحكومية والخاصَّة في تطبيق القرار والحفاظ على هذه اللغة - مع التقدير الكبير لوزارة الشؤون البلدية والقروية على ما وجهت به حقق الله الآمال. عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية