وقت إفطار الصائمين يهاجمون ويقتلون من يقفوا على نقاط الحدود للدفاع عن أرض وأمن وطنهم وحياض الإسلام، ومع هذا يطلقون على أنفسهم مسمى «الجهاديين»..! أي جهاد هذا، أن تغدر بأخيك المسلم وفي شهر رمضان الكريم ووقت الإفطار بعد صيام يوم كامل على الحدود؟! ما هذا العمل المشين الذي لا يقدم عليه إلا الذين تجردوا من دينهم وإنسانيتهم؟! كيف يسمون أنفسهم بالإسلاميين، وبالجهاديين وهم يرتكبون مثل هذه الآثام الجسيمة؟ إنهم والله يتجاوزن الكفرة في أعمالهم، وأن أقرب وصف لهم هو ما نطلق عليهم هنا في المملكة العربية السعودية، «معتنقو الفكر الضال». إي والله إنهم لضالون، ومجرمون لا يمكن لأحد أن يسكت على أفعالهم، فقد أجرم الضالون مغرب يوم الأحد حينما هاجم عدد من الإرهابيين نقطتين للحدود المصرية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة في شبه جزيرة سيناء قرب معبر كرم سالم الحدودي الذي يربط بين مصر وإسرائيل، وقت رفع أذان المغرب، وبدلاً من أن يتلقى الجنود المصريون التمر أو الماء بعد صيامهم في ذلك اليوم، تلقوا زخات من الرصاص والقنابل وقذائف «الأر..بي..جي» ممن يدعون إنهم مسلمون، ليستشهد ستة عشر مواطناً مصرياً، ويصاب سبعة آخرون، وبعد أن يفطر من يزعمون بأنهم مجاهدون على دماء المسلمين يستولون على مدرعتين مصريتين حيث يفجرون الأولى، وتفجر طائرة مروحية إسرائيلية المدرعة الثانية ويقتل من كان داخلها. من قام بهذا العمل الإرهابي المشين في النصف الثاني من رمضان المبارك؟ هم من يدعون أنهم يجاهدون من أجل نصرة الإسلام، وهم من يخالفون تعاليمه الواضحة التي لا تقبل التأويل والتفسير الخاطئ. المعلومات التي تسربت بعد هذا العمل المشين تذكر إلى أن منفذي العملية الإرهابية هم خليط من المصريين والفلسطينيين ومن تنظيم القاعدة، وأنهم استغلوا الوضع الأمني الهش في شبه جزيرة سيناء، وأن بعض من هؤلاء الإرهابيين قد جاؤوا من قطاع غزة عبر الأنفاق، وأنهم استعملوا الأسلحة الموجودة في سيناء والمهربة من ليبيا والسودان. معلومات تشير وتؤكد أن الأمن في سيناء يحتاج إلى معالجة جذرية وأن يضع المسؤولون المصريون مصلحة مصر والأمن القومي فوق كل اعتبار وأن لا يدعوا لأصحاب الفكر المنحرف استغلال التراخي في تطبيق الضوابط الأمنية، والاهتمام بما يسمى بحقوق الإنسان لحماية جماعة هم أول من يخرق حقوق الإنسان. ليكن أمن ومصلحة مصر والإنسان المصري فوق كل اعتبار وأن يتم تأمين الأمن في سيناء دون أي اعتبار لبنود اتفاقية غير متوازنة وعواطف لا يقدّر المستفيدون منها الوضع الذي تعيشه مصر الآن. [email protected]