تواصلت الجمعة الاشتباكات العنيفة في حلب شمالي سورية حيث تحاول القوات النظامية اقتحام حي صلاح الدين، في حين سيطر المقاتلون المعارضون على مقر أمني مهم في دير الزور (شرق)، فيما استمر الشعب السوري بخروجه في مظاهرات حاشدة بمناطق سورية عدة للمطالبة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد كما أفادت مصادر ميدانية وناشطون. وقد واصلت قوات الأسد مذابحها بحق الجيش السوري حيث استؤنف أمس القصف على مدينة حلب في شمال سورية، وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها لم تتمكن من ادخال مساعدة إنسانية إلى حلب بسبب تطويقها من قبل الجيش السوري. بينما تستمر في مناطق أخرى في البلاد العمليات العسكرية حاصدة مزيدا من القتلى مع استمرار المأزق السياسي الذي دفع الموفد الدولي الخاص كوفي انان إلى إعلان فشله واستقالته من مهمته. وأعلن نشطاء من المعارضة السورية أمس الجمعة أن 62 شخصا على الأقل قتلوا على يد القوات النظامية في المنطقة الوسطى بمدينة حماه ليل الخميس الجمعة. وذكر النشطاء ان المجزرة ارتكبت في حي الأربعين في حماه، مضيفين أنهم ضموا أطفالا ونساء. كما اقتحمت حي التضامن في دمشق وقصفت أيضاً حي القدم ونفذت حملة مداهمات في مخيم اليرموك الذي قتل فيه الخميس 21 شخصا في قصف لم يعرف مصدره، بحسب ناشطين. وافاد الناشط في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان - فرع سورية حسيب محمد من مخيم اليرموك ان أربع قذائف سقطت على المخيم، وذلك بعد قصف طال المخيم من مصدر غير معروف مساء الخميس وتسبب بمقتل 21 شخصا، بحسب المرصد السوري. وفي محافظة دير الزور (شرق)، ذكر المرصد ان «مقاتلين من المجلس الثوري العسكري في المنطقة الشرقية ولواء القعقاع سيطروا على قسم الأمن السياسي في مدينة الميادين بعد اشتباكات عنيفة استمرت لمدة أربعة أيام»، مشيرا إلى مقتل ما لا يقل عن 12 من قوات الأمن. من جانب آخر دان الجيش السوري الحر في الداخل إقدام مقاتلين معارضين على تنفيذ «إعدام ميداني» في حق عناصر موالين للنظام في حلب، وتبرأ من العملية معتبرا إياها «عملا مرفوضا وفرديا وخارج إطار القانون». في الوقت ذاته أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في مؤتمر صحافي في عاصمة إقليم كردستان العراق الجمعة ان الجيش السوري الحر لم ولن ينسحب من حلب حيث يقاتل القوات النظامية، مشيرا إلى ان المجلس على تواصل مع المقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد «لتقدم الإمداد لهم». فيما اعتبر سيدا ان القرار الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة حول سورية الجمعة يؤكد ان النظام السوري «فقد شرعيته ولم يعد المجتمع الدولي يؤمن بشرعيته». وعلى الحدود التركية - السورية, قال مسؤول تركي أمس الجمعة إن نحو ألف سوري بينهم عميد منشق فروا إلى تركيا خلال الساعات ليل الخميس هرا من العنف المتزايد في بلادهم. وارتفع عدد اللاجئين بعد وصول هذه المجموعة إلى 45500 ألف شخص. وكان 25 ضابطا كبيرا في الجيش على الأقل من بين اللاجئين الذين فروا إلى تركيا. من جهة أخرى, تصل سفن حربية روسية في الأيام القليلة المقبلة إلى مرفأ طرطوس، القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في الشرق الأوسط، حسبما أفادت أمس مصادر في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن هذه المصادر ان السفن التي تجري مناورات في البحر المتوسط، سترسو في المرفأ السوري نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل فيما نفت الهيئة صحة نبأ نسبته وكالات أنباء روسية إلى مصدر بهيئة الأركان العامة أفاد بأن موسكو سترسل إلى طرطوس ثلاث سفن إنزال ضخمة عليها 360 فرداً من مشاة البحرية. إلى ذلك, أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس ان بريطانيا ستزيد من دعمها للمعارضة السورية بالمعدات «غير المميتة». وقال هيغ لإذاعة بي بي سي4 «بالنظر إلى حجم الموتى والآلام وفشل العملية الدبلوماسية حتى الآن، فإننا سنزيد في الأسابيع القادمة دعمنا المادي (وبالمعدات) غير المميت» للمعارضة. وأضاف هيغ «نحن نقدم مساعدة إلى عناصر من المعارضة السورية» لكن «غير مميتة».. مشيرا إلى «أجهزة اتصالات وأشياء أخرى» و»أننا سنزيد من ذلك في المستقبل». وشدد «هذا لا يشمل التزويد بالسلاح».