لن أخوض في الطرح الإعلامي بصحفنا المحلية ولن أتطرق لمعاييرها التي تقوم على المصداقية المهنية في نشر الخبر ولن أتوقف عن حرية التعبير، فالقارئ يعرف سقفها أكثر مني كممارس للكتابة الصحفية. ما يشغلني هنا يتمثل في تغطية المعارض الفنية، تغطيات لا ترتقي لطموحاتنا نحن القراء البعيدين عن الحدث والباحثين عن لب هذا المعرض وهو اللوحة.. والمؤسف في الأمر أننا لا نجد بين ثنايا الخبر أكثر من عبارة افتتح سعادة فلان معرض كذا.! ويستمر المعرض لمدة كذا.! وعدد الأعمال كذا.! ويتم تغييب ماهو أهم، حيث ولو نبذة عن المرحلة التي يمر بها الفنان وما هي فلسفته بأعماله وكيف يجد نفسه في الخامات المستخدمة. المشكلة عند الكثير من الصحفيين غير المتخصصين بالشأن التشكيلي تركيزهم على «المفتتح» تسليط الضوء بالصور على الزوار، متجاهلين ومتناسين الفنان وأعماله، وهو أصل هذا الاحتفال الفني، وكأن الفضل لمفتتح المعرض، ونحن نعرف أن أكثر مفتتحي المعارض أجهل من أن يستوعبوا فكر هذه الأعمال التي استغرقت من الفنان الوقت الكثير من الجهد، والعمل ليخرج لنا منجزاً تشكيلياً رائعاً، لربما غلب أولئك الصحفيين المصالح الشخصية أو العاطفية فأجهزوا بها على المهنية وأردت المصداقية بلا رحمة. وحتى لا تكون نظرتي سوداوية أعرف يقيناً أن أغلب الصحف ليس من أولويات اهتمامها الخبر التشكيلي فإذا وصل لها الخبر بشكل ثري ومدعم بالصور على شكل تقرير، يقص حتى يكون أقرب لثوب جحا وربما يُنسف الخبر لأجل معلن تجاري أو تهنئة مستهدفة أو تعزية. أما الحكاية هنا فهي قنديل من الأمل ينير عتمة الظلام. فحين أقارن تلك التغطيات بالصحف الأخرى أجد فرقاً شاسعاً بين ما يطرح هنا وما يطرح هناك والقلة من الصحفيين الذين لديهم المهنية بهذا الشأن أسجل احترامي وتقديري لهم، فما زال للأمل بقية بحضرة عدد من الأقلام يتقدمهم الأساتذة: أحمد فلمبان وعبدالعزيز عاشور و خيرالله زربان والفنان والإعلامي المبدع يوسف الحربي فالشكر حتماً هم أهل له وما الصفحة التشكيلية هذه بإدارة ربانها الناقد التشكيلي القدير محمد المنيف إلا شهادة أوثق بها ما كتبت. فهذه الكوكبة تمثلت في واقعها بقول المتنبي: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرم المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم [email protected] twitter@jalalAltaleb