يهدف المركز الثقافي الأندلسي في مدينة ملقا الأسبانية إلى تأكيد الهوية الإسلامية للمسلمين وأبنائهم في أسبانيا وجدية الانتماء الديني عند الجالية وأبنائها، وإيصال دعوة الإسلام السمحة، وإظهارها في أبهي صورة وأجلها لغير المسلمين عبر جسور من التواصل المستمر، والتحاور الفاهم الواعي والكلمة الحكيمة الهادية والموعظة الحسنة بما يخدم الدعوة الإسلامية، ويجد لها مكانا في تلك المجتمعات.. ولتسليط الضوء على هذا المركز، وما قدمه للإسلام، وللمسلمين في أسبانيا على مدار عشرين عاماً تقريباً التقت « الجزيرة « مع مدير المركز الدكتور صالح السنيدي في حوار تناول فيه العديد من القضايا الإسلامية.. وفيما يلي نص الحوار: - بداية نأمل تزويدنا بنبذة موجزة عن المركز، وتاريخ إنشائه؟ - المركز عبارة عن مؤسسة ثقافية اجتماعية دينية تهتم بنشر الفكر والحضارة العربية والإسلامية خاصة الأسبانية ومد جسور التواصل بين مختلف الثقافات الإنسانية وقد جعلت أولويات أهدافها ضرورة ربط المسلمين بالمجتمع المحيط في إطار حفظ هويتهم.».. وقد أنشأ بناء على فكرة تبناها سعادة السفير محمد بشير كردي سفير المملكة السابق في اليابان وقنصلها حينئذ في ملقا، ثم ما لبثت الفكرة أن امتدت إلى نفر صالح من المسلمين القاطنين في ساحل الشمس وغيرهم ممن يقصد المكان للراحة والاستجمام، وكان في مقدمتهم العلامة محمد أسد الباحث الإسلامي، ومعالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي المستشار بالديوان الملكي السعودي سابقا رحمه الله ، ومعالي الشيخ إبراهيم العنقري المستشار بالديوان الملكي السعودي سابقاً رحمه الله ، وسعادة الأستاذ عبدالله مراد قنصل الكويت في أسبانيا، وسعادة الأستاذ عبدالله بكير القنصل العام لفنزويلا في مالقة رحمه الله ، وسعادة الشيخ موفق جميل ميداني رحمه الله ، والسيد فرنسيثكو اجويرا عمدة مدينة فونخرولا، وغيرهم كثيرون ممن استشعروا أهمية وجود كيان يصون وجود المسلمين، فجاءت ثمرة تضافر جهود متعددة وتجارب تمازجت وتعاونت لتجعل منها منار إشعاع حضاري وفكري واجتماعي، وقد حرص الجميع منذ البداية على وضع فكرة واضحة تجمع ولا تفرق، وترقى بالجالية على كافة الأصعدة وجميع المستويات أنشأت المؤسسة ولذا فإن القائمين عليه اهتموا بكل تفاصيله ودقائق تكوينه بدءاً من المكان واختياره والبناء وهندسة احتياجاته بما يتناسب مع وضع المسلمين في ساحل الشمس سواء الجالية المقيمة أو الجالية الزائرة. وفي البدء أنشأ المركز على أنه مؤسسة خيرية تطوعية معترف بها في حكومة الأندلس، وقد بذل الجميع قصارى جهدهم لبناء مركز إسلامي ليكون إشعاعاً حضارياً ومعبراً فكرياً يصل بين حضارتين ويربط بين ثقافتين، وقد أطلق عليه اسم « مؤسسة سهيل «، وقد تضافرت الجهود لتتمثل صورتها في جدران المسجد وأبوابه وثرياته وتصميمه الهندسي ونوافذه وسدته وقاعات اجتماعه لتجد في كل ذلك معنى من التلاقي الروحي والمعرفي والثقافي يخبرك عن تلك الجهود التي ساهمت في تشييده. ثم افتتح المركز عمليا في ديسمبر عام 1992م - 1413ه، ورسمياً كان افتتاحه في أكتوبر 1993، الموافق 18 ربيع الثاني 1414 ه، ولازال المركز يسير بخطى حثيثة مباركة يتقدم إلى الالية بعطاء زاخر من النشاطات وفيض من المحبة وصدق الإخاء، تعاونت عليه جهود من ذكرنا وآخرين لهم من الفضل في تأكيد الهوية الإسلامية وجدية الانتماء الديني عند الجالية وأبنائها، وإيصال دعوة الإسلام السمحة وإظهارها في أبهى صورة وأجلها لغير المسلمين عبر جسور من التواصل المستمر، والتحاور الفاهم الواعي والكلمة الحكيمة الهادية والموعظة الحسنة بما يخدم الدعوة الإسلامية، ويجد لها مكانا في تلك المجتمعات. تولى بعدها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز أنشاء مركز آخر في مدينة ملقا وهو مركز خادم الحرمين الشريفين في عام 2001م وتم بناؤه في العام 2006م كما تضم المؤسسة مركزا في جزر الكناري والعديد من المساجد الأخرى في مدن توريمولينوس وبن المدنة وماربيا بالإضافة لمقبرة مملوكة وهي الوحيدة على مستوى أسبانيا وتستقبل المسلمين من كل المدن الأسبانية. - وماذا بشأن رؤيتكم في المركز، ورسالته، والإستراتيجية القائم عليها؟ - تتمثل رؤيتنا في المركز على إيجاد نموذج ثقافي يمد الجسور بين الثقافة الغربية والعربية، وأن يكون المركز هو البيت الجامع والمنبر الاجتماعي للمسلمين في بلاد الأندلس، خالقاً جيلاً متميزاً على جميع المستويات، ورسالتنا تكوين جيل متميز من المسلمين ورعاية وتأهيل المقيمين على أرض أسبانيا ليكونوا عنصراً فاعلاً في كل الشئون وعضوا نافعا في المجتمع المحيط، وقيمن تبرز في أننا نؤمن بأن الإبداع في أي مجال هو مفتاح التطور والتغير للأفضل، كما نؤمن بأن العمل الجماعي هو أفضل طرق تحقيق الأهداف لذا تتبع المؤسسة دائما سياسة التعاون مع جهات ومنظمات أخرى في تحقيق أهدافها، وأن النجاح لا يعني فقط تحقيق الأهداف بل إن تحقيقها لا يتمُّ في حقيقته إلا من خلال الجودة والصدق في الأداء، وينتهج المركز إستراتيجية تخضع للتطوير المستمر من قبل المشرفين على تشغيله، تهدف في أساسها إلى مهمة محددة ألا وهي نشر الدعوة والحفاظ على المسلمين الموجودين فوق الأراضي الأسبانية من الناحية الدينية والاجتماعية، وتحقيقا لهذه المهمة فإن الوسائل والأدوات المستخدمة لتحقيقها لا يمكن فصلها عن المحيط الاجتماعي لأسبانيا، والذي يجب مراعاته في كل الأحوال، سواء في محيط الفرد الأسباني مسيحياً كان أو إسلاميا، أو على المستوى السياسي والرسمي، تخضع تلك الأدوات دائماً للتقييم والمراجعة الدورية لتحقيق الأهداف مع تدنيه هامش الخطأ، تلك الأدوات والوسائل دائما ما ينظر فيها على أن تكون محققة للهدف مستخدمة أفضل التقنيات المتاحة، ومدروسة على المستوى النفسي للمجتمع، وحيث إن نشر أي فكر- خاصة إذا كان هناك تشويه دائم من وسائل الإعلام وغيرها- لابد وأن يتم ذلك من خلال تكوين علاقة مع الهدف (سواء كانوا أشخاصا أو مؤسسات) وإيجاد نقطة التقاء يتم خلالها التعامل وتحسين الصورة (وهذا المدخل وإن كان طويل الأجل إلا أنه يصل مباشرة إلى الهدف خاصة بين الأفراد وقادة المؤسسات، كما أنه الأقل تكلفة بين البدائل الأخرى، حيث إن أي تعامل مع وسائل الإعلام على الرغم من أنه يمكن أن يكون أسرع انتشارا إلا أن أضراره المحتملة يجب أخذها في الاعتبار كما أنه أعلى تكلفة). - ما أبرز الأهداف التي يسعى المركز إلى تحقيقها؟ - مساعدة الجالية خاصَّة الجيل الجديد على معرفة ثوابته الإسلاميَّة، والتَّواصل مع المجتمع المحيط للوصول إلى صيغة للتَّعايش معه مع المحافظة على الهويَّة المسلمة، وإعادة تشكيل الجالية المسلمة بالمنطقة لتكون عضواً فاعلاً في المجتمع وليست جزءاً منبوذاً خارج نطاقه وذلك بتفعيل دورها ومساهماتها،وتقديم الفكر الإسلامي بمفهوم تتقبَّله العقلية الغربية، لتكون المؤسسة قبله لغير المسلمين للتَّعرُّف على الإسلام وتعاليمه والانفتاح على الحضارة العربيَّة الإسلامية وأصولها، وتطوير مفهوم العمل الإسلامي ليتماشى مع طبيعة العصر الحالي وتحديث الطُّرق الاعتياديَّة في الدَّعوة داخل المنطقة، والتواصل مع المراكز الثقافية والهيئات الأكاديميَّة والبحثيَّة لخلق مناخ تعاوني مفيد فيما يتماشى مع أهداف وطموحات المؤسسة، وتحسين الصُّورة العامَّة للإسلام والمسلمين سواء في المجتمع المحيط أو وسائل الإعلام المحليَّة،وتفعيل الحياة الروحية للمسلمين المقيمين بأسبانيا وإتاحة الفرصة لهم لتوسيع معارفهم الإسلامية،وتقديم المعلومات الكافية للأسبان حول الفلسفة والثقافة الإسلامية، وإفادتهم بالخبر اليقين عن الأمة الإسلامية مع خدمة علاقات الصداقة التي تجمع أسبانيا والعالم الإسلامي بشكل عام،والعمل في مشاريع اجتماعية وثقافية بمساعدة السلطات الإدارية والمجموعات التي تقتسم الأهداف نفسها. - يعد المركز واحداً من المؤسسات الإسلامية التي ترعاها المملكة في الخارج.. ومن ضمن أهدافها دمج المسلمين بالمجتمع الأسباني ومد جسور التعاون والتفاهم بين الشعوب والثقافات.. ترى هل حققت المؤسسة أهدافها أو جزء منها منذ إنشائها وحتى الآن؟ - وضع المركز منذ نشأته في اعتباره أنه رابطة معرفية تضم الحاضر بالماضي ويؤسس لثقافة معرفية مشتركة لضرورة التعايش فضلا عن التفاهم بين الثقافات المتعددة التي تعيش فوق الأرض الأسبانية، سواء على المستوى الرسمي أو الاجتماعي، وقد سلكت لذلك سبلا متعددة بدء من اختيار موظفيها من المتخصصين الذين يقع على عاتقهم هذا الحمل الثقيل، إلى انتقاء النشاطات واختيار المواد المعرفية التي تصل الرفقاء وتدني الأصدقاء، وتضع الجميع على قاعدة معرفية بثقافة الغير كخطوة مبدئية للتواصل والتعايش، ومن خلال العديد من النشاطات التي قدمتها المؤسسة والعلاقات ذات البعد الرسمي والاجتماعي نشعر أننا وضعنا أقدامنا بجدية ومهنية على طريق التواصل المباشر الذي يضمن تحقيق هذه الأهداف، ومن ذلك:- الحضور الفاعل في معظم المناسبات العلمية ذات العلاقة الخاصة بالمجال الحضاري والإنساني، التواصل مع الجهات الإدارية والحكومية عن طريق خلق قنوات اتصال مستمر وحضور المناسبات الرسمية والدعوات، والتواصل مع الجهات العلمية والإعلامية من خلال العديد الاتفاقيات العلمية المبرمة مع الجامعات والمراكز البحثية، والندوات والمحاضرات سواء في محيط الجالية العربية والإسلامية أو داخل المؤسسات الأسبانية، بما يساعد على تحقيق هذه الأهداف، والتأكيد على أن مساجدنا جزء من نسيج هذه المجتمعات وليست بغريبة عنها ولا منفصلة عن تركيبها الحضاري، ومحاولة بعث رسالة تفيد أن خطباؤنا وأئمتنا وإسلامنا صريح وواضح وليس عندنا ما نخفيه. من خلال ترجمة خطبة الجمعة وترجمة العديد من المنشورات والكتب، وصول حجم المشاركين في صفحة المؤسسة على فيس بوك إلى ما يزيد على مائة واثنين وعشرين ألف مشترك http://facebook.com/centro.islamico ، واعتماد عقود الزواج التي يصدرها مركز فونخرولا، كعقود زواج رسمية في السجلات المدنية الأسبانية وجميع السفارات سواء العربية أو الغربية، وحجم الكتب المنشورة باللغة الأسبانية والمقالات والمنشورات المتنوعة والتي أثرت المكتبة الأسبانية وأصبحت مراجع تدرس في الجامعات ومراكز الإعداد المهني والاجتماعي. وهناك العديد من الطلبات التي تلح عليها جهات كثيرة سواء حكومية أو غيرها لمنح المؤسسة ساعات إذاعة باللغة العربية والأسبانية داخل التليفزيون والإذاعة المحلية إلا أننا مكبلون بعدم توافر التمويل اللازم لإتمام مثل هذا المشروع الهام والذيمكن أن يسهل العديد من المهام ويحقق أهدافا كثيرة، وغيره كثير من المشروعات التي يمكن أن تحقق فائدة عظيمة للجالية الإسلامية وتحافظ عليها وتضعها في مكانة هامة ومؤثرة في صناعة القرار داخل منطقة عمل المؤسسة. - يقع على عاتق المؤسسات العاملة في الخارج خلق صورة ذهنية إيجابية عن الدين الإسلامي، وتصحيح الصور والمفاهيم المغلوطة عن الإسلام.. هل ترون أن المركز قد أسهم في ذلك.. وماذا عن المراكز والمؤسسات الإسلامية الأخرى؟ - لقد جعل المركز نصب عينه منذ اللحظة الأولى أهمية تكوين جيل يعي دوره الحضاري والإنساني والديني ويسعى لتهيئة وضع اجتماعي له يستطيع أن يربط بين هذه المتغايرات لأنه في تقديرنا أن الأهم هو تصحيح الصورة الذهنية التي يسعى الإعلام وخلال فترة طويلة إلى تشويه صورة الإسلام، كما طرقنا كل سبيل ممكنة سواء كان إعلاما مرئيا أو مكتوبا، بهدف المساهمة الفاعلة والإيجابية، ويعكس هذا المجهود التفاعل الواضح من الجهات الإدارية والحكومية مع المشكلات التي تواجهها الجالية المسلمة وتتدخل فيها المؤسسة بشكل مباشر، منها على سبيل المثال لا الحصر مشكلة صور المحجبات في البطاقات الشخصية وجوازات السفر حيث إن القانون الأسباني لا يسمح بتغطية الشعر أو الأذنين في صور البطاقات والجوازات. ومما لاشك فيه أن هناك العديد من المراكز الإسلامية لها دور مواز تتعاون فيه للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة في حدود إمكاناتها ومعطيات المكان والزمان وما يتوافر لديها من قدرات بشرية، ونحن نحاول جهدنا للتنسيق من أجل التعاون الإيجابي والمثمر، مؤمنين أن جميع المراكز الإسلامية تقف على خط واحد تتضافر به الجهود وتتكامل به النتائج، ومن أجل ذلك سعينا إلى توزيع دور المراكز التابعة للمؤسسة بما يمكنها من إيتاء ثمارها وتحقيق أهدافها وحتى يكون هناك تخصص محدد يتميز فيه كل مركز بحسب معطيات المكان وطبيعة الجالية. أما على الصعيد الإسلامي الداخلي فإن المؤسسة تسعى دائما إلى خلق روح من التعاون والتآزر بين جميع المراكز الإسلامية المنتشرة داخل محافظتي ملقا وجزر الكناري. ومن أمثلة؛ ذلك عقد لقاءات دورية بين مسئولي المراكز الإسلامية لدراسة المستجدات والنشاطات التي يمكن التعاون فيها أو القيام بها وتوزيع الأدوار والمهام . - لوحظ أن أبناء المسلمين ينقلون مشكلاتهم وقضاياهم السياسية المتعلقة ببلدانهم إلى أوروبا وغيرها مما يحدث المشكلات والانشقاقات بين المسلمين، ويضعف أعمال الهيئات والمراكز الإسلامية هناك ما رأيكم؟ - كان هذا المعنى صحيحا إلى حد كبير مع الجيل الأول الذي جاء إلى أوربا، وقد أدى ذلك من غير شك إلى تدهور شديد في الجهود حتى ما عاد لأي من المراكز قوة ذات اعتبارية يكون لها تأثير لصالح الجالية الإسلامية، وهذا ترك آثارا جانبية لازلنا نعاني منها حتى يومنا هذا، صحيح أن هذه المعاناة تأتي بنسب متفاوتة، وقد خسرت الجالية الإسلامية بسبب ذلك كثيرا حقوقا كان يمكن قبل عشر سنوات الحصول عليها بسهولة، لكن اليوم وللأسف الشديد أصبحت فرصة حصولنا على نصف هذه الميزات ضربا من المحال، أما مع الجيل الثاني وتمازجه مع المجتمع الأسباني بما خلق لديه ثقافة وأسلوب مختلف كذلك مع زيادة الاحتياجات التي اضطرت الجالية الإسلامية في المهجر إلى شكل من أشكال الاتحاد فقلّت هذه الحالة من التشرذم والخلاف، وأملنا مع هذا الجيل يعظم في حالة الاهتمام به والحرص على الحفاظ عليه ومحاولة تنسيق التواصل مجرد التواصل بين أفراده في المجالات الاجتماعية المختلفة، لكن هذا يتكلف كثيرا جدا، ويحتاج إلى جهد متأن وخطوات متزنة المهم أن تكون ثابتة ومستمرة وإن كانت بطيئة، والحفاظ على هوية أطفال المسلمين في الغرب تقع مسؤوليته الرئيسة على المراكز الإسلامية. - ترى ماذا عمل المؤسسة من وسائل للحفاظ على هوية أبناء المسلمين في أسبانيا؟ - إنشاء المدارس التكميلية لتعليم اللغة العربية، تعليم اللغة العربية للكبار (محو الأمية)، تعليم العربية لغير الناطقين بها، تدريس الدين الإسلامي والقرآن الكريم للصغار، إنشاء سجل مدني لتسجيل المسلمين على مستوى أسبانيا ونسعى إلى تطويره ليشمل التغيرات المستمرة في الديموغرافية الخاصة بالمسلمين على الأراضي الأسبانية من خلال قاعدة بيانات ضخمة، الاهتمام بالأم خصوصا والنساء داخل إطار الأسرة حيث إنهن يمثلن نواة البيت ومصدر التأثير الرئيس، القيام بنشاطات تهتم بتجميع أبناء المسلمين في فترات غير متباعدة، وإشراك الأسرة في مثل هذه النشاطات، يوم الطفل المسلم (حسب موافقة نظام العطل الأسباني): يتم تنظيمه مرتين سنويا، وتنظيم يوم الطفل الصائم مرتين في شهر رمضان، ويوم الفتاة المسلمة وهو نشاط خاص لتعليم البنات قواعد الحياة الأسرية، وتقوم عليه مجموعة من الأخوات المتطوعات في المركز، والاحتفال بالأعياد الإسلامية وإشعار الأطفال بجو البهجة بتقديم الهدايا واللعب، حضور الأطفال في المناسبات العامة والخاصة في منشآت المؤسسة وذلك للتأكيد على الهوية الإسلامية وتمتين وشائج الاتصال مع أبناء الجالية، وقد قمنا ولسنوات تزيد على العشر بتأهيل العشرات من المدرسين والمدرسات لتعليم اللغة العربية والدين لأبناء المسلمين في محافظة ملقا، ولم نستطع مواصلة هذا العمل نتيجة قلة الإمكانيات وعدم توافر التمويل الكاف. - لكل عمل صعوبات فما أبرز الصعوبات التي يواجهها المركز؟ - تتمثل الصعوبات التي تواجهها مؤسسات في المهجر بشكل عام في ثلاثة أطر وهي:الإدارة المتخصصة المحترفة، الموارد البشرة ذات التخصص والقادرة على العمل مع ثقافات متنوعة ومختلفة، والتمويل الكافي والمستمر، وبالنسبة للمركز فهو يحرص على الالتزام بهذه الأطر إلا أن أهم الصعوبات تتمثل فيما يلي: على الرغم من كفاءة العاملين بها وتخصصهم في مجال العمل إلا أن المؤسسة تعاني من نقص عدد العاملين بها خصوصا في تخصصات العلاقات العامة والإعلام والبرمجيات لتنفيذ كافة النشاطات وتفعيل العديد من البرامج الموضوعة داخل خطة المؤسسة، عدم كفاية التمويل لتغطية النشاطات المرغوب تحقيقها والتي يمكن أن تؤدي إلى دفعة نوعية في وضع المسلمين داخل المنطقة بما يؤثر إيجابا على عموم الأقاليم الأسبانية وهو الهدف الأسمى. كما أن نقص التمويل هو النقطة المحورية في عدم كفاية الموارد البشرية داخل المؤسسة كما أشرنا في النقطة السابقة.