يعد المركز الثقافي الإسلامي بمدريد صرحا إسلاميا كبيرا شاء الله له أن يقام بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله وقام بافتتاح المركز في عام 1413ه الموافق 1992م الملك خوان كارلوس الأول ملك إسبانيا وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض . وقد أقيم المركز على قطعة أرض تنازلت عنها بلدية مدريد لصالح رابطة العالم الإسلامي معطية المثل الحسن في إمكانية التعايش بين الحضارات . ويعمل المركز الثقافي الإسلامي في مدريد على المحافظة على هوية المسلمين في أسبانيا وتوضيح الإسلام للباحثين عن حقيقته والساعين إليه وأن يكون منارة إشعاع حضاري وثقافي على الأرض الإسبانية لتعطي الصورة الحقيقية الناصعة البياض عن هذا الدين الحنيف، وتفتح نافذة نطلّ من خلالها على المجتمع المضيف للحوار المتفتح المسؤول الذي يتبنّى أسس التفاهم والتعاون بما يخدم خير البشرية ويبعدها عن شبح التطاحن والتشاحن بما يتفق مع تعاليم الإسلام السمحة . ويتكون المركز من منشآت عدة أبرزها المسجد الذي بني على طراز مسجد قرطبة ويزاوج بين فنون المعمار الحديث وأصالة العمارة الإسلامية، ومدرسة تضم الصفوف الدراسية من مرحلة الروضة إلى الثانوية العامة وتعترف بها وزارة التعليم الإسبانية، ومكتبة تضم عدداً كبيراً من الكتب العربية والإسلامية والمجلات باللغات العربية والإسبانية والفرنسية والإنجليزية، وقاعة للمؤتمرات تتسع لأكثر من 500 شخص مزودة بأجهزة الترجمة الفورية إلى عدة لغات، وقاعة للمعارض جهزت بالوسائل اللازمة لعرض الأعمال الفنية المختلفة ومطعم عربي يقدم وجبات يومية عربية مميزة بأسعار مناسبة بالإضافة إلى صالة رياضية تضم العديد من أجهزة التدريب من أجل اللياقة وكمال الأجسام . ويهدف المركز الثقافي الإسلامي بمدريد إلى الاهتمام بأمور الجالية المسلمة والتعريف بسماحة الدين الإسلامي الحنيف للمجتمع الأسباني من خلال المشاركات الثقافية والندوات والمحاضرات التي تشرح تعاليم الإسلام والمشاركات الإعلامية في الصحف والتلفزة الأسبانية لتصحيح صورة المسلمين . وتشمل نشاطات المركز جوانب مختلفة منها النشاط الدعوي والثقافي والاجتماعي والتعليمي، وذلك وفق برامج وخطط يضعها المركز، ويسعى لتطبيقها ومن أبرزها النشاطات التعليمية، حيث توجد المدرسة السعودية وهي مدرسة رسمية معترف بها من قبل الدولة الإسبانية لمراحل التعليم العام الثلاثة الابتدائي المتوسط والثانوي ومدرسة تعليم العربية للناطقين بغيرها التابعة للمركز وبها أكثر من 50 طالباً يدرسون في المساء وبعضهم في آخر الأسبوع ومدرسة نهاية الأسبوع وتختص في تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية لأبناء الجالية الذين يدرسون في المدارس الإسبانية وفصل دراسي لتعليم مبادئ الإسلام لمعتنقي الإسلام من الإسبان لمدة ساعتين أسبوعياً ويشمل دورات لتعليم العقيدة والفقه . اما النشاطات الثقافية للمركز فتشمل الدروس الخاصة بالمسلمين الإسبان لرفع مستوى معرفتهم بالدين الإسلامي ودفع الشبه عنه وتقديم خطبة الجمعة وخطب العيدين باللغة الإسبانية والتعاون الوثيق مع الجامعات الإسبانية لتزويد الباحثين والطلبة بالمعلومات الحقيقية عن الإسلام والمسلمين وإرساء تعاون وطيد بين مكتبة المركز والمعاهد العلمية والجامعات الإسبانية لتزويد الباحثين والطلبة بالخدمات البحثية وتوزيع المطبوعات والكتب الإسلامية ونسخ القرآن الكريم باللغتين الإسبانية والعربية وإقامة سلسلة من الندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية التي تهم الجالية المسلمة .والمهتمون بالثقافة العربية من الجمهور الإسباني إضافة الى الحضور والمشاركة في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات داخل مدريد وخارجها مما يتصل باهتمامات المراكز . اما النشاطات الدينية والدعوية فأبرزها إقامة الصلوات الخمس والشعائر الإسلامية وكذا تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه للمسلمين الصغار والكبار . وتتمثل النشاطات الاجتماعية في تقديم إعانات للعائلات المحتاجة وكبار السن والنساء الأرامل والمطلقات بحيث يتم توزيع مواد غذائية على أكثر من 200 عائلة كما يقوم المركز بتعليم الخياطة للنساء وتأهيلهن للقيام بندوات اجتماعية وحلقات القرآن الكريم كما يقيم العديد من المعارض المتنوعة بمعدل أربعة معارض سنوياً وينظم دورات لألعاب الكاراتيه والتايكوندو تحت إشراف مدربين على مستوى عال . وفي النشاط الإعلامي يقوم المركز باتصالات بأجهزة الإعلام الإسبانية والعالمية لتوضيح الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين .والإجابة عن أسئلتهم المتجددة حول الإسلام، مع استقبال الزيارات الفردية والجماعية .