إلى زوجتي الوفية: تشبثي معي بعقارب الساعة، فدولابنا الأرضي ما انفكّ يدور -بصخبٍ غير عابئ بنا- حول الشمس. عقاربُ الساعةِ مازالتْ كما عهِدتُها تَئِنُّ حينَ -مُصغياً- تراني (تِكْ تَكْ.. تِكْ تَكْ..) ثلاثُ أحقابٍ مضتْ من آبِدِ الزمان ِ ثلاثةٌ من الدهورِ وَهْي في آلامِها تئنّ إذ تُحصي ليَ الثواني... والآنَ، في الخامسةِ العصرَ، تئنّ؟ أم تُرى تسخرُ من ترقّبي المُرعَبِ والهمومُ -إذ تنْأيْنَ- فهْيَ دَوانِي؟ ()()() تسألني: (أيّ جديدٍ قادمٍ يُلهيكَ كي تنساني؟ من أمسِكَ العائدِ هذا اليومَ ثمّ في غدِ .. صخرةَ سيزيفَ التي لابدّ أن تسعى لقاعِ المشهدِ! صخرتُهُ ذاكرةٌ ونارْ.. صخرتُهُ رحيقُ جُلّنارْ.. يبقى كما العلقمِ في اللسانِ مرارةُ اللاشيءِ إذ يأتي من الهوانِ..) تئنّ.. ثم كرّةً وكرّةً ()()() أخالُهُ الأنينَ ذا من خافقي (تِكْ تَكْ.. تِكْ تَكْ..) وأنتِ يا حبيبةً خصامُها مريرْ هل تسمعينَ في سكونِ صمتِكِ المَلولِ -في المنفى الذي يلمُّنا- نَواحَهُ كطائرٍ أسيرْ؟ (تِكْ تَكْ.. تِكْ تَكْ..) أنا وأنتِ خالدانِ عالقانِ في ذراعِ الساعةِ البلهاءِ ظامئانِ في أضْغاثِ أوطانٍ نرى أنينَها خريرْ (تِكْ تَكْ.. تِكْ تَكْ..) عقاربٌ، تبقى كما عهِدْتُها تَئِنُّ حينَ لاهياً تراني ثلاثُ أحقابٍ مضتْ وأنتِ في خصامِكِ المُدانِ! سعد الحجي البيضاء - الجبل الأخضر.. نيسان 2012