سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك - حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لقد اطلعت في جريدة الجزيرة عدد 14529 بتاريخ 19-8-1433هجري على رد هيئة السياحة والآثار على مقال الكاتب يوسف العتيق بعدم الاهتمام للمتاحف، والتي أوضحت فيه الهيئة الدور الذي تقوم به في تطوير المتاحف عامة والتي انتشرت في العديد من مناطق المملكة، وأصبحت هواية لكثير من عشاق هذا التراث الذي نفتخر به في بلادنا الغالية والتي لها ماض مجيد من بين دول العالم، وخاصة دورها في ترسيخ العقيدة الإسلامية والتي تمثل هذا التراث وتاريخه، وهيئة السياحة ومنذ مباشرة أعمالها أولت هذا الجانب اهتماماً كبيراً وتطوّرت في طريقة عرضها، مما شجع الكثير في الإقبال على الحفاظ على هذه الهواية وخاصة من جانب الأفراد حتى تعدّدت المتاحف بالمئات، والذي يتمنى الجميع أن يكون لها نظام خاص تحت إشراف الهيئة دون عرضها عشوائياً، وقد أسعدنا أكثر اهتمام هيئة السياحة بوضع إستراتيجية لتطوير قطاع الآثار والمتاحف وتنفيذ العديد من المشاريع ومنها إنشاء خمسة متاحف وطنية جديدة في عدد من مناطق المملكة، بالإضافة إلى تطوير خمسة متاحف إقليمية أخرى قائمة، كذلك فتح قنوات جديدة للتوأمة مع المتاحف العالمية التي لها خبرة في هذا المجال، وهذا جهد وعمل تُشكر عليه الهيئة التي تسعى في كل ما هو تطوير لتراث هذا الوطن وخاصة ما يهم تاريخ الدولة وقيادتها الحكيمة التي لها تاريخ مجيد لهذا الكيان، وعمل متاحف في كل مدينة لتجذب الكثير من السياح خاصة من خارج هذا الوطن، والتي تعطي صورة واضحة لما تشهده بلادنا من تطوّر بالحفاظ على تراثها القديم. ومن خلال الحديث عن هذا الموضوع أحب أن أشيد بالجهود التي تقوم بها هيئة السياحة والآثار في منطقة القصيم بقيادة الدكتور جاسر الحربش الذي بعد توفيق الله ثم بجهوده المباركة، أصبحت منطقة القصيم من أهم المناطق التي تهتم بتراث الوطن، وذلك من خلال العناية بالمتاحف العامة والقرى التراثية وإعادة بنائها وصيانتها في مدينة بريدة والخبراء وعنيزة والمذنب، وحيث إنّ محافظة الرس من كبريات محافظات منطقة القصيم مساحة وكثافة سكانية وهي تضم الكثير من هذا التراث، وبرغم الاجتهادات التي تتم عن طريق هواة الآثار فيها يتواجد عدد من المتاحف القائمة في المنازل والتي تمّت بجهود فردية، وهي بذلك تؤدي بعض أدوارها لزوار الرس خاصة منذ تولّى الأستاذ صالح محمد المزروع مسئولاً للسياحة والآثار بالمحافظة والذي لا تنكر جهوده ومساعيه وحسن استقباله لضيوف المحافظة والترحيب بهم في أي وقت، وزيادة على ذلك قام وخلال فترة وجيزة بعمل شخصي وفردي بإنشاء (متحف الرس التاريخي) الذي يعتبر حقيقة في هذا الوقت أحد معالم الرس التراثية ويحتوي على كثير من قطع التراث النادرة التي تمثل ماضي الرس وتاريخه، وهذا جهد يُشكر عليه إضافة - كما أشرنا - إلى المتاحف الأخرى لبعض عشاق التراث والتي تؤدي دورها في أداء هذه المهمة التي يتمناه أهالي الرس أن تحظى المحافظة بإنشاء متحف ترائي كبير متكامل مميز يليق بماضيها، ويضم هذه المتاحف المتعددة بمتحف جماعي موحد ويتم تطويره من قِبل الهيئة بالمنطقة، وكذلك عمل مقر خاص به ليكون معلماً مهماً يمثل الطابع العمراني السعودي القديم للمحافظة وما حولها، ويجلب أكثر عدد من زوار الرس وليحكي ماضي الرس وحاضرها والتي تنعم ولله الحمد بالكثير من المعالم الأثرية والسياحية على سبيل المثال لا الحصر مرقب الشنانة القديم ونفق إبراهيم باشا ومقبرة الشهداء وموقع ملح الجريف وبوابة الأمير وقرية الشنانة الأثرية والمدرسة العسكرية، كل هذه المواقع تحتاج إلى اهتمام الهيئة والحفاظ عليها وبالله التوفيق. منصور بن محمد الحمود - مدير مكتب الجزيرة بالرس