ناقش الخبير التربوي د.عبدالله المعيلي في العدد 14164 الجدوى التربوية من تدريس المعلمات للبنين، وذكر من يرى صحة القرار أنه يستند على مسوغات ظنية لا سيما للمرحلة الأولية، وفريق لا يؤيد وهو الشريحة الكبرى والواسعة، ويدعو للتعامل مع هذا الانقسام بمنطقية وعقلانية، مع الدعوة إلى الدراسة والرصد، وما موقف ولي الأمر الذي كان مندفعاً لتأنيث التدريس للبنين فرفض ابنه الذهاب للمدرسة قائلاً ما ابغ تدرسني حرمه (فنقل ابنه لمدرسة يدرس الصفوف الأولية فيها رجل، وتكرر هذا عند أكثر من طفل) وتذكر إحدى مديرات المدارس أن الطلاب الذين اسند تدريسهم إلى معلمات، كثيرو المشاكل والمشاغبة والمضايقة للطالبات وشد شعورهن وضربهن، مما أجبر مديرة المدرسة للفصل بين الطلاب والطالبات في الفصول وكذا وقت الفسحة حتى لا يختلطوا ببعض، وتشير المديرة إلى رفض بعض المعلمات تدريس الطلاب إلا بعد زيادة رواتبهن، نظراً لما يعانينه من متاعب ومشاق من تدريس الأولاد، لكونه يتطلب مزيداً من الجهد والمجاهدة، ويشر د. عبدالله السهلي إلى أن صحيفة واشنطن بوست نشرت مقالاً مطولاً وأوردت فيه كلاماً لأحد مديري المدارس يقول فيه بعد أن ضاق ذرعاً بمشكلات الطلاب في مدرسته (على الأولاد أن يتعلموا كيف يكونون أولاداً، وعلى البنات أن يتعلمن كيف يكن بنات، ولن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك في الغرفة نفسها) في عام 2000م قام مدير مدرسة ابتدائية في مقاطعة سياتل في واشنطن: بتحويل قاعات مدرسته من قاعات مختلطة إلى قاعات غير مختلطة، فقد كان قلقاً بشأن العدد العالي لحالات عدم الانضباط السلوكي، فكان يرى كل يوم حوالي 30 طفلاً يرسلون إلى المكتب بسبب مشاكل الانضباط، فقرر أن يبحث عن علاج في الفصول غير المختلطة، وما هو إلا قليل حتى تجاوزت النتائج الايجابية آماله، فلم يكن العائد للسلوك فحسب بل التركيز في المواد لكلا الجنسين وارتفاع نسبة التحصيل، وفي دراسة أعدها فريق بحث من الجامعة الهاشمية الأردنية ذكرت أن 14% من النساء العاملات في الأماكن المختلطة يتعرضن للتحرش والألفاظ النابية والمهينة والترويع والتهديد، وتقول هيلاري كلينتون متأثرة بنتائج أكاديمية الفتيات الرائدات وتثني عليها داخل الكونجرس قائلة: (المناطق المدرسية يجب أن تتاح لها الفرصة، للاستفادة من المخصصات الاتحادية لترقية فرص التعليم غير المختلط). ويعلق د. ساكس: لأول مرة منذ ثلاثين عاماً يتاح للمعلمين والإداريين، حرية تقديم تعليم غير مختلط في المدارس الحكومية.. لقد فتح الباب للإبداع، وقد أعلنت الإدارة الأمريكية حينها مشروع الفصل بين الجنسين في المدارس العامة لتوفير مبادرات أوسع للمربين من أجل إقامة صفوف ومدارس غير مختلطة، وأوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أن المدارس الابتدائية والثانوية التي تود الفصل بين الجنسين ستمنح تمويلاً يفوق المدارس التي ستختار الإبقاء على النظام المختلط، وبعد هذه الاعتبارات والتجارب، والبحوث والدراسات، يتأكد لنا منهج المملكة العربية السعودية والتي ترسم معالم التوجه السليم في سياستها التعليمية. سعود بن صالح السيف - الزلفي