يظهر أن المثل القائل (لكل زمن دولة ورجال) يتجسد أمامنا بوضوح شديد في حال وأحوال الفرق السعودية.. فأصبح لكل حقبة - تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً - فريقان يتنافسان.. ولن أوغل في التاريخ، إنما لنأخذ الحقبة الفارطة.. حيث كان التنافس فيها واغتنام البطولات محصوراً بين الهلال والاتحاد.. مع دخول الشباب منافساً ثالثاً، أو ضلعاً ثالثاً مشاركاً في المنافسة بل وتحقيق البطولات.. والأهلي يخطف له بطولة ويغيب عن الحصاد.. وإن صمت رجع بنيران الغضب المجنون. الحقبة الجديدة التي بدأت من الموسم الماضي.. كانت المؤشرات تشير بوضوح شديد أيضاً إلى تراجع هلالي واتحادي.. وعودة الأهلي إلى ساحة المنافسة وبقوة مع الشباب ليكونا فرسَيْ الرهان للحقبة الحالية التي قد تمتد إلى حقبة زمنية كاملة، قد تزيد أو تقل قليلاً. نحن التربويين لدينا تقييم أولي للمدارس.. وهي أن المدرسة من مديرها.. فإذا كان المدير يعمل بمنهج وبرامج تربوية وتطويرية صحيحة.. ويجدّ ويجتهد في الرفع من بيئة المدرسة.. ويرفع التحصيل العلمي.. وإحياء المناشط الطلابية.. والانشغال التام بالمدرسة شكلاً ومضموناً.. فبدون جدال ستكون المدرسة شعلة تربوية تشع بالمعرفة والتفوق والعناية الفائقة بالطالب.. وبلا شك أيضاً أن كل أب وأم يتمنون إلحاق أبنائهم بمثل هذه المدرسة.. وهذه الحالة هي شهادة تفوق للمدير الديناميكي الناجح.. والعكس صحيح.. أيضاً الأندية من رؤسائها.. وسبق وتطرقت لهذا الأمر، ولا أحب تكراره. وبالعودة للبدء.. أتوقع الحقبة القادمة للأهلي والشباب.. فلديهما إدارتان ليس لهما من هاجس غير فريق كرة القدم تحديداً.. وقاعدة أكثر من جيدة في كلا الناديين.. وحتى في إجازتهما يبقى الفريق همهما الأوحد.. تناقشان أهل الرأي والمشورة من محبي الفريقين حول نقاط القوة والضعف.. وعن كيفية رفع المعدل اللياقي.. ومن سوف تستقطبان ومن سوف يرحلون.. لا هم آخر لديهما غير هم تطوير الفريقين.. هذه هي الحقيقة.. وهذا هو العمل الاحترافي من الأمير فهد بن خالد والأستاذ خالد البلطان. إنما يبقى السؤال، وهو: هل يقبل الهلال وهو الزعيم بالتنازل عن زعامته الداخلية في كرة القدم بعد أن فقدها في مجموع البطولات، الذي قدمته هذه الصحيفة الرائدة.. بجهد الرائع الزميل الأستاذ عبدالله المالكي؟!!.. أو بصورة أخرى هل يسمح الأهلي والشباب للهلال بمشاركتهما التنافس مكوناً ضلعاً ثالثاً؟!!.. هذه إجابتها لدى إدارة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد.. أما عودة الاتحاد للمنافسة خلال الحقبة القادمة.. فأجابتها لدى رجالات الاتحاد.. وقلبي على الاتحاد ووضعه العائم.. فمن الواضح جداً أن هناك أيدي تهدم في أركان العميد.. وبالتوفيق والسداد لجميع الأندية.. إنما يبقى على قدر أهل العزم تأتي العزائم. نبضات!! * المتادور أو الخلطة البرشلونية المدريدية كوّنت منتخباً يعزف سيمفونيات خيالية.. لا يمكن تصنيف عطاء المنتخب الإسباني بأنه لعب كرة قدم فقط.. بل مقطوعات موسيقية سلسة ومذهلة وغريبة وعجيبة.. وتناغم جميل لا يجد المنافس له من حل غير أن يرحل محمَّلاً بالخسارة.. نبارك لعشاق الكرة الإسبانية.. وعن يورو 2012 لن نتخطى ما قال المدرب العالمي الكبير سيزار مينوتي بأن يورو 2012 أضافت النبل إلى كرة القدم.. وأتفق معه تمام الاتفاق!! * سنفتقد بشدة بطولة كأس الأمم الأوروبية.. ففي انتهائها تبقى حسرة في قلوب عشاق كرة القدم حول العالم.. خاصة وهي بطولة لا تعوض؛ فهي تضم أفضل منتخبات العالم عدا منتخبي (البرازيل والأرجنتين).. والتعامل الحضاري الراقي خلال المباريات سمة من سماتها.. والأهم هو ما بعد المباريات.. والجميع شاهد لاعبي المنتخب الإسباني وقد اصطفوا صفين لتحية زملائهم لاعبي المنتخب الإيطالي!! * لا ننسى - وإن نسينا - النجاح الخيالي لقنوات الجزيرة الرياضية؛ فقد أذهلت الجميع بتلك الكوكبة الرائعة من المعلقين والمحللين.. ونفتخر جدًّا بابنَيْنا نواف وسامي.. فقد شرفانا بمشاركتهما القيمة في التحليل!! * أخطاء الحكام طوال مباريات الدورة.. يستطيع حكم مثل مطرف القحطاني أن يقوم بأضعافها جميعاً خلال ثلث ساعة كما فعل في مباراة التعاون والهلال!!.. انظروا كم كرتنا السعودية بائسة ومتخلفة أحقاباً زمنية.. والله المستعان!! * انتقال ظهير المنتخب الإسباني خوردي البا لاعب فالنسيا إلى برشلونة بمبلغ 14 مليون يورو لمدة خمس سنوات.. وهو ما يعادل 60 مليون ريال تقريباً.. ولدينا لاعبون يطالبون للتجديد مع أنديتهم ب40 مليون ريال.. وهذا هو نقص العقل بعينه.. وأتمنى على اللاعب المطالب بالأربعين مليوناً بعرض نفسه على البرشا.. حتى يعرف قدر قيمته الفنية.. فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه!! رحم الله الفقيدة الغالية!! انتقلت إلى رحمة الله تعالى السيدة الفاضلة سارة بنت محمد الصحابي آل الشيخ، خالة كل من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز والأستاذ عبدالله بن حسن آل الشيخ الرياضي الكبير. وأصالة عن نفسي، ونيابة عن الزملاء في القسم الرياضي بالجزيرة، نسأل الله الحنان المنان أن يتغمد الفقيدة الغالية بواسع رحمته، وأن يعفو عنها، ويكرم نزلها، ويؤمنها بجواره تعالى في جنة خلد برحمته تعالى، إنه رحمن رحيم. ونسأله - عز وجل - أن يحسن عزاء أهلها وذويها، ويجعلهم من الصابرين المتحسبين {إنا لله وإنا إليه راجعون}. [email protected]