أعلن حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية وأمين عام «حركة النهضة» الإسلامية الجمعة أنه اتخذ قرار تسليم البغدادي المحمودي لليبيا الأحد الماضي، لأنَّه بات يشكل «عبئًا وخطرًا أمنيًا على البلاد». وجاء كلام الجبالي خلال جلسة «استثنائية» للمجلس الوطني التأسيسي لمساءلته حول تسليم المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد معمر القذافي لليبيا رغم رفض رئيس تونس منصف المرزوقي توقيع «أمر» قانوني بتسليمه. وقال الجبالي: «إن المؤسسات الأمنية والعسكرية هي الموكول إليها تقدير سرعة التسليم» وأن «توقيع أمر التسليم هو من مشمولات (صلاحيات) رئيس الحكومة (وليس رئيس الجمهورية) حسب القانون المؤقت لتنظيم السلطات العمومية». وأكّد أن «مجالس أمنية وعسكرية» تونسية قدرت أن بقاء المحمودي في تونس «أصبح يمثل عبئًا وخطرًا أمنيًا على البلاد وقد يضر بمصالحها الإستراتيجية». واندلعت أزمة غير مسبوقة في تونس بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية التي اتهمت الجبالي بتجاوز صلاحيات المرزوقي الذي يخوله القانون التونسي توقيع «أوامر» تسليم المطلوبين للعدالة خارج تونس. وأوضح الجبالي أن الحكومة الليبية سلّمت في 21 آذار - مارس 2012 تونس تعهدًا كتابيًا بمعاملة ومحاكمة المحمودي «وفق المعايير الدولية» وأن «لجنة» حقوقية تونسية زارت ليبيا أخيرًا أيدت في تقرير مكتوب رفعته إلى الحكومة التونسية تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق.