ما إن تغيب الشمس من الأفق وتختفي سيارات هؤلاء الرجال المخلصين (أمن الطرق) إلا ويبدأ سباقات (الفورمولا) على الطرق السريعة بين عدد من المراهقين وربما كبار في السن في ظل غياب الأجهزة الرقابية. وقد وقع عدد كبير جداً من الحوادث (الشنيعة) وراح ضحيتها -بعد قدر الله سبحانه وتعالى- أسر وعوائل وأطفال، ذنبها الوحيد أنها كانت تسير في هذا الطريق بعدما تقلبت سيارة هذا الذي يسير بسرعة صاروخ أرض أرض -إن صح التعبير. للأسف الشديد، إن الحوادث لدينا عالية جداً حسب الإحصائيات الرسمية. فقد بلغت نسبة الوفيات والإصابات الدائمة نسبة عالية جداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما الأسباب التي تُعزى إليها كثرة حوادث السيارات، فهي كثيرة يأتي في مقدمتها: 1- السرعة، ففي إحدى الدراسات يتضح أن السرعة هي السبب الرئيس في حوادث المرور بنسبة 43.6%، ومعلوم أن السرعة تمنع من تلافي الحادث أو معالجة خطأ الآخرين. الآن -بحمد الله- نسبة المخالفات في مدينة الرياض أصبحت قليلة نسبة بالأعوام السابقة، وذلك بعد تطبيق نظام ساهر المروري وتغطيته لعدد محدود لأنه، وحسب القاعدة المتعارف عليها إنه من أمن العقوبة أساء الأدب و(القتل). لدينا -بحمد الله- طرق سريعة تضاهي مثيلاتها في الدول الأخرى وربما أفضل، حتى الحواجز عن الحيوانات السائبة لدخولها مسار الطريق موجودة.. الخ. ما ينقصنا الآن هو تطبيق النظام بصرامة وبقوة، وزيادة أعداد أمن الطرق السري وكاميرات ساهر على الطرق السريعة، بعد تحديد الحد الأعلى للسرعة على الطرق السريعة ذات الثلاث وأربع مسارات بأن يكون 140كم كحد أعلى، ومن يتجاوز ذلك يطبق عليه النظام وبقوة. أرواح أزهقت وإصابات دائمة وشلل وكراسي متحركة وأسرة مليئة بالمصابين، وأيتام فقدوا أهاليهم، وأطفال في المقابر وعلى الأسرة إصابات دائمة، والسبب -بعد قدر الله- هذه الحوادث، وعلى وجه الخصوص السرعة في المقام الأول، وانظروا إلى عظم وشناعة هذه الحوادث، لا نكاد نعرف نوع السيارة من قوة وشناعة الحادث عياذاً بالله؟! إلى متى، هل نقاط التفتيش عندما يتجاوز قائد المركبة 120كم بقليل ويصادف نقطة أمنية نهاراً يحاسب وفي فترات متقطعة، وهناك من يسير بسرعة 200-220كم يسرحون ويمرحون خصوصاً في الفترات المسائية وفي أوقات الصيف دون حسيب أو رقيب؟! وهذا ربما يتطور الأمر إلى ما هو أعظم إن لم يرتدعوا ويحترموا النظام!! فربما يأتي يوم يتمردون على النظام بجميع جوانبه إن لم نعالج هذا الموضوع بعقلانية وبقوة وبمسؤولية. رسالتنا نوجهها إلى قيادات أمن الطرق بأن هذه الأرواح والدماء على الطرق أنتم مسؤولون عنها أمام الله ثم أمام ولاة الأمر، فيجب اتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة للحد من هذه المجازر اليومية بتحديد السرعات على الطرق السريعة وتكون (بالمعقول) بمعنى 140كم كحد أعلى مناسب، وتكثيف أمن الطرق السري وكاميرات المراقبة السرية دون تحديد أماكن ثابتة، وسترون النتائج كبقية دول العالم المتحضر. أما ما يحصل الآن فشيء يدعو للقلق وعدم المسؤولية وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة حيال معالجة هذا الأمر بتطبيق النظام على الجميع وفي كل الأوقات. أملنا بعد الله كبير في قوات أمن الطرق بمعالجة هذا الموضوع وجهودهم الواضحة للجميع على طرقنا السريعة. بارك الله في الجميع، وأكرر شكري حيال طرح الموضوع الذي يهم شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين على أرضنا الطاهرة.